كتب الكثيرون عن القاعدة الشرقية، وسال حبرهم، غير أن تلك الكتابات (ولها شرف البداية) في معظمها لم تف الموضوع حقّه. ,البعض تناول الجانب التنظيمي للقاعدة، وهم الأغلبية، واعتبروه كل شيء عن القاعدة الشرقية، وهذا ما ذهب إليه أحدهم حين عنون كتابه بهذه الجملة الناقصة : كل شيء عن القاعدة الشرقية. ,والبعض الآخر قدّم كمّا هائلا من المعلومات المتعلقة بالقاعدة، ولكن دون ضوابط، ودون منهجية واضحة، وهدف محدّد، فجاءت العناوين في ناحية، والمضمون في ناحية أخرى، ينقصه الترتيب الزمني، وتتابع الأحداث. ,وتبقى القاعدة الشرقية عصية على الجميع، وأكبر من أن يكتب عنها. تعلّقت همّتى بالموضوع، ورغبت في الكتابة فيه، فقرأت عنه، وسمعت من المجاهدين. ,ومنذ سنة وأنا أقدم رجلا وأؤخّر أخرى، وفي النهاية انتصرت إرادة الخير، وقرّرت أن أكتب. ,خطّطت للموضوع، وأعدت التخطيط، لأن الأمر ليس بهيّن. ,شرعت في الكتابة، وحاولت أن ألمّ بكل عناصره، وأن أوفيها حقّها، وأن أخترق بعض الحواجز التي ما تزال قائمة، فاصطدمت بتحفّظات كثيرة لعمارة بوقلاز في لقائه الصحفي مع العياشي علي الذي نشرته مجلة أول نوفمبر، وقفزه فوق الكثير من الألغام التي ما تزال تنفجر، وتحفّظات أخرى للمجاهدين الذين استمعت إليهم