لقد حظي موضوع القيادة باهتمام الكثير من الفلاسفة وعلماء الإدارة والاقتصاديون وغيرهم ممن ينشدون النجاح والتميز العملي بمختلف أشكاله ومجالاته، فالقيادة هي عصب الاقتصاد وأهم أسباب ازدهاره، وهي المحور الأساسي لنجاح العمل الجماعي وتطور الأداء. , ولقد شهدت العشرون سنة الماضية زيادة واضحة في دراسة ظاهرة القيادة والسلوك القيادي الذي يجب أن يكون عليه المديرون، ذلك باعتبار قائد العمل هو المحرك الرئيسي لكل مراحل التنمية الاقتصادية بكل ما يتضمنه هذا المعنى من أبعاد، إلا أن المشكلة التي تواجه أغلب المنظمات في وقتنا الحالي هي عدم توافر القائد الموهوب ذو الكاريزما القيادية العالية والشخصية القوية المؤثرة، من يستطيع أن يحرك ويحفز ويقود العاملين بكفاءة واقتدار، من يملك فن ومهارة الاتصال وطرق إصدار الأوامر بالشكل الذي يجعل من حوله يسمعون له ويتعلمون منه ويقدمون له أفضل ما لديهم من أداء دون تذمر أو كلل. , وتأسيساً على ما سبق فإن للقادة تأثيراً مباشراً وقوياً على سلوك مرءوسيهم وعلى ذلك فإنهم يؤثرون تأثيراً واضحاً وملموساً على القدرات الابتكارية للمرءوسين، وبالتالي فإن درجة التفاوت في الجودة والتطوير بين المنشآت غالبا ما ترجع إلى الاختلافات الموجودة بين القادة، كأسلوبهم في العمل وإدارة الفريق، وقد يرى بعض علماء الإدارة أن قدرات المرءوسين الابتكارية تتأثر بنمط القيادة الديموقراطي، كما يرى آخرون أنه بإمكان كل قائد في موقعه أن يساهم في تنمية القدرات الابتكارية لمرءوسيه من خلال تشجيع الأفراد وإفساح المجال لهم بالمشاركة في وضع أهداف المؤسسة ورسم سياستها، فذلك قد يطلق العنان لتفكيرهم ويجعله أعمق وأشمل.