يشهد عصرنا تطورا سريعا في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ونتيجة لهذا التطور نمت المنظمات وازدادت أهميتها في المجتمع وأصبح بقاؤها مرهونا بقدرتها على المنافسة في ظل الانفتاح الاقتصادي المتزايد، مما جعل الكثير من الباحثين والمهتمين بمجال التنظيم والإدارة يدركون أنه لا يمكن الحديث عن منظمة فعالة دون الاهتمام بالعنصر البشري كأحد العناصر الهامة في كل تنظيم ناجح، فالتنظيم عبارة عن وحدة اجتماعية تقام بطريقة مقصودة من أجل تحقيق أهداف محددة، والإدارة كجزء من التنظيم هي مجموع النشاطات الساعية إلى تحقيق أهداف معينة باستخدام كل الموارد المتاحة بكفاءة في ظل الظروف المختلفة. حيث نجد أن معظم الباحثين ركزوا اهتمامهم على دراسة فعالية التنظيم والإدارة باعتبارهما محورين اساسيين في علم اجتماع التنظيم كغيره من التخصصات ذات الصلة المباشرة بمثل هذه المواضيع.,إذ يعتبر موضوع الفعالية من المواضيع الغامضة على اختلاف منظور الدراسات، مما يجعله بحاجة إلى المزيد من الأبحاث المتعمقة في العديد من التخصصات للتوصل إلى شواهد واقعية تعتمدها المؤسسات على اختلافها، صناعية كانت أو خدماتية لتصل للفعالية المطلوبة، ولن تستطيع تحقيق ذلك دون إدارة جادة باعتبارها جزءا مهما في أي تنظيم، ولذلك فإن موضوع الفعالية التنظيمية من المواضيع التي شغلت ولا تزال تشغل فكر الكثير من العلماء والباحثين.,