الفالح

ebook

By حازم حامد الشاذلي

cover image of الفالح

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

حسين يا حبيبى، أنا أدرى منك بهذا البلد، عشت فى شقوقه وكهوفه إذا جاز التعبير، اقتربت من السلطة ومن صناع القرار وأعرف جيدا كيف تجرى الأمور، وعندما يستقيل شخص مثلك لا ,يبحث أحد منهم عن السبب الحقيقى أو يحاول ان يستنتج شيئا يفيد البلد، إنهم فقط يتوخون الحذر، الحذر من أن يعتبرك الناس بطلا أو يلتفون حولك ولو على سبيل الفضول، ونحن بشر يا حسين، إذا بقيت فى القاهرة، غصب عنك قد تتكلم مع فلان أو علان أو تأخذك الجلالة وتبوح لصديق بشىء قد يعتبروه غير لائق، فعلى إيه ده كله؟!.. اختفِ شوية واستجم، وبعد كدة كل شىء سينسى، هذه هى مصر، نصيحة من أخيك وحبيبك. ,- حاضر، سأعدل الاستقالة وسأختفى. ,- ماشى.. ولكن طبعا ياريت أكون على علم بمكانك عشان لا قدر الله لو حصلت أى مشاكل. ,- طبعا طبعا. ,استلقى الدكتور حسين على الكنبة الخلفية من سيارته الجيب السوداء الضخمة، رغم أن عادته المعروفة أن يجلس بجوار السائق، إلا أنه فى هذا اليوم أحس برغبة شديدة فى الاسترخاء، فقد عاش ثلاثة أيام على أعصابه يفكر ليلا ونهارا ويفند الأفكار فى دماغه وحتى بعد أن أتخذ قرار الاستقالة عاش على أعصابه أيضا فى انتظار الضوء الأخضر من صديقه كامل الجاولى. ,الآن هو يريد ان يسترخى وأن يفكر فى اللاشىء ليستعيد بدنه وذهنه نشاطهما استعدادا لمرحلة جديدة لا يعرف عنها شيئا!.,نظر من خلال زجاج السيارة المعتم وراح يراقب حركة الناس فى الشارع، هذه السيدة تبدو عائدة من عملها ومعها كيس كبير قد يكون بداخله طعام ستعده لزوجها وأولادها، هى تعرف ماذا ستفعل، وهذا الرجل الذى يحمل حقيبة أنيقة ويرتدى بدلة كاملة ويسرع الخطى، ربما هو على موعد مع رجل أعمال ليعرض عليه مشروعه، هو يعرف ماذا سيفعل، وهذه الفتاة الجميلة بزيها المدرسى ربما هى فى طريقها للدرس الخصوصى، أو حتى فى طريقها للقاء حبيبها أو خطيبها، هى تعرف ما ستفعله، إلا هو! هو الوحيد- ربما على ظهر هذا الكوكب- الذى لا يعرف ما سيفعله! ما هى خطوته القادمة؟,دار حديث ودى قصير بينه وبين سائقه محروس، السائق الخاص لسيارته الخاصة، لأنه رفض تماما أن يستعمل سيارة الحكومة وسائقها، أنهى الحديث قائلا: ,- على العموم، سنسافر بعد بكرة إلى شبين الكوم، استعد. ,

الفالح