العمل الجمركي في أي مكان في العالم يتطلب أن يكون مأمور الجمرك على دراية وعلم بأقوى وأهم شكل من أشكال التعاطي بين الناس وهو لغة الجسد.,فلغة الجسد أبلغ وأقوى من كل اللغات الشفهية فهي بمثابة قراءة ما يدور في العقول؛ لأن لغة جسد الشخص تعكس ما يفكر به، ولأن التلميحات غير الشفهية قد تناقض كلامه الشفهي!,لذا يجب على كل من يعمل ويمتهن العمل الجمركي خاصة العاملين في المواني الجوية والبحرية والبرية بجمرك تفتيش الركاب تَعَلُّم قراءة هذه اللغة ومعرفة كيفية السيطرة عليها.,ولا شك أن التعامل مع الجمهور والركاب فن من أهم الفنون نظرًا لاختلاف طباع البشر وعاداتهم وطريقة تحدثهم وشخصياتهم المتعددة.,وعلى الرغم من أن اليدين والذراعين تنتجان غالبية الإيماءات، إلا أن الجسد كله ينشغل في إضفاء الكثير على الكلمة المنطوقة كوسيلة اتصال.,فنجد الإيماء باستخدام لغة العيون والحواجب وتعبيرات الوجه وأنواعا مختلفة من الابتسامات... الخ.,في الحقيقة أسفرت البحوث العلمية عن اكتشاف أكثر من مائة إيماءة مميزة للوجه واليد والجسد كله.,هذا التنوع الهائل في الإيماءات تساعد مأمور الجمرك في عمله في ضبط الكثير من المهربين الخطرين سواء كانت عصابات دولية لتهريب المخدرات بأنواعها أو أي شخص يحمل بين طيات ملابسه أو داخل جسده عن طريق البلع أي ممنوعات وأشياء ضارة يحرمها القانون ويعاقب على فعلها.,على الجانب الآخر ما يتمتع به مأمور الجمرك من قدرات ومهارات تدريبية مكتسبة وخبرات متراكمة يحاول دائمًا أن يكون سلوكه وتعامله مع الراكب على مستوى طيب رافعًا شعار حُسن الاستقبال وسرعة الإجراءات فدائمًا ينشر جوًا من الطمأنينة عند مقابلة الراكب القادم من الخارج بابتسامة صادقة معبرة عن الترحيب وتعطي انطباعا جيدا في نفوس القادمين أو المغادرين البلاد.,إن موضوع الرقابة الجمركية ولغة الجسد يلقى اهتماما بالغًا على المستوى العالمي والمحلي على حد سواء، ويحتل مكانة بارزة في خطط التدريب الخاصة بالعاملين في مصلحة الجمارك لما تضيفه من مهارات أثبتت أن مأموري الجمرك الذين تدربوا وتمرسوا على قراءة لغة الجسد أصبحوا يتميزون عن غيرهم في حُسن المعاملة مع من يستحق وضبط من لا يستحق بأسلوب علمي يغلفه الحس الأمني وعلم النفس الإنساني.