كما كانت سعادتي عندما وجدت حلمي يتحقق أمام عيني، بعدما عشش اليأس في قلبي, وسكن مكانه الإحباط؛ فقد ظننت - وليس كل الظن إثمًا - أن الأوضاع المعيشية التي نحياها، والفساد الذي يحيط بنا من كل النواحي، ونراه أمامنا وخلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا، ونستنشقه كل صباح - لن ينتهي ولن تتغير أو تتبدل الأحوال إلى الأفضل، خاصة مع تعاظم الجرم والإفساد في الأرض، وقلت وقتها: إن الأجيال القادمة سوف تقوم بما عجزنا نحن عن القيام به من تغيير كل ما حولنا، إلا أن الحلم تحول إلى حقيقة من خلال جيل من الشباب المصري الذي تفوق على أقرانه من شباب العالم في استخدام أجهزة الاتصال التفاعلي أو الإنترنت، وما يرتبط بها من الفيس بوك، والتويتر واليوتيوب، وغيرها من مواقع؛ فقد كان موقع الفيس بوك بمثابة غرفة عمليات الثورة المجيدة، وكان الوسيلة الأولى للتواصل بين الثوار وتبادل المعلومات والآراء والتنظيم، وقد نجحوا في أن يكوِّنوا ما يسمى بـ (الرأي العام الإلكتروني)، ووضعوا هدفًا واحدًا أمامهم، وهو الخروج في تظاهرة كبيرة تجوب شوارع مصر المختلفة للمطالبة بعمل إصلاحات عامة واستعادة الحقوق المسلوبة للشعب، واتخذوا شعارًا واحدًا لهذه الثورة وهو "حرية - عيش - عدالة اجتماعية", وقد أعلنوا ذلك صراحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وتحركوا بشكل منظم في اليوم المحدد، وهو 25 من يناير 2011.