يقول تعالى في محكم تنزيله:"يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب " ,والحكمة كما جاء في التفاسير هي معرفة حقائق الأشياء والإقدام على الأفعال الحسنة الصائبة, كما أنها الاصابة في القول والفعل, وهي مصدر من الاحكام وهو الاتقان في قول أو فعل, كما أنها في العلم والعمل, فالحكمة هي التصرف المناسب في الوقت المناسب بالكيفية المناسبة, وهي هبة لدنية ينعم الله بها على عباده, فقد يكون الشخص حكيما لأن الله الهمه الحكمة, كما قد يكون حكيما لأن الله وفقه للحكمة, وسواء كانت الحكمة توقيف من الله لأشخاص بذواتهم أو توفيق لمن سعى لها, فان من حصّلها فقد حصل على الخير الكثير من نجاح وفلاح وسعادة وراحة ومتعة وفوز وغنى ورضى...,وإذا أردت أن يكون الخير الكثير من نصيبك, فكن حكيما, ولأن العلم بالتعلم, فالحكمة كذلك سلوك تكتسبه من خبرات الحكماء وحكمهم, وهذا الكتيب يضع بين يديك خير كثير, اذا أردت التزود, واعلم "أن الأفكار التي استندت اليها, ليست أفكاري, وإنما استعرتها من سقراط واختلستها من تشيسترفيلد وسرقتها من كلام الحكماء ثم وضعتها في كتاب, وإذا لم تعجبك قواعد هؤلاء, فقواعد من ستتبع إذن" ,فهذه اذن دعوة مفتوحة ليكون لك نصيب من الخير الكثير, فكن حكيما واقبل الدعوة تفز بالحكمة.