تتشابك عوالم السياسة وأساليب الإعلام، في السنوات الأخيرة في علاقة متزايدة التعقيد. يؤخذ السياسيون إلى مهمة تؤدي بهم إلى الإنغماس بأنفسهم في وسائل الإعلام التي تعرض حياتهم الشخصية لبذل مجهود مطلق لإرضاء بعض مستشاريهم الإعلاميين، وعيونهم على مصالحهم الشخصية لا تحيد عنها لخدمة نوع جديد من الشعوبية  المتمدينة. رئيس الوزراء الإيطالي ومن أقطاب الإعلام Silvio Berlusconi الذي يعتبر من أغنى أغنياء العالم يلخص مثل هذا السلوك، وباراك أوباما، العاري الجذع (ما عدا الرأس والأطراف) في أمواج "هاواي"، نيكولاس ساركوزي الذي تعرض حياته الخاصة العنيفة على الجمهور، تبدو هذه الوقائع، في هذه الأيام من الأمور العادية، بينما قد كان ينظر إليها فقط منذ عقود قليلة مضت، أنها غير مناسبة أو حتى خاطئة. أما بالنسبة لوسائل الإعلام، والمهيمنة كما هو الحال في مجتمعنا من خلال التليفزيون ذي القوة اللافتة، فإنها تبدو الآن صعبة التناول بسبب الضخامة والتعقيد، بنفس الطريقة التي تستولى بها على السياسات ذاتها، حيث أبوابها المفتوحة على مصراعيها للمدخلات التي تأتي كرهاً لا طوعاً وبدون رقابة. أخيراً، تعمق الاستخدامات الجديدة الخاصة "بوسائل الإعلام الجديدة" تعقيدات الإتصال السياسي. ,هذه الظاهرة واضحة بجلاء كما هي في الداخل، هي أيضاً في الخارج: تواجهها معلومات غير محققة (من رومانيا إلى العراق، وأيضاً في مدننا الداخلية الذاتية)، أو المشهد السياسي الذي يخضع للمبالغة، إلى حد أن المواطن العادي بصورة مضطربة يفهم أن وسائل الإعلام والسياسات غالباً توجه إلى الرفقاء الغرباء، والتي يمكن أن يؤذي كل منهم الآخر. بالتأكيد، إزدادت الظاهرة سوءاً على يد الزعماء السياسيين المعاصرين، وأيضاً أولئك الذين يتطلعون إلى مناصبهم، والذين، على سبيل المثال يوافقون على أن يكونوا هدفاً للإهانات في عروض أحاديث حية، والتي تشبه إلى حد كبير عروض السيرك الحديث، وليست مناظرات سياسية على شاشة التليفزيون.,