في القدم سحرت السماء البشر فكانوا يتأملونها منذ حلول الظلام إلى ساعات الفجر، فكان منظر النجوم والكواكب والشهب والمجرات البعيدة يمثل عالماً آخر بعيداً جداً وله نكهة خاصة في التأمل والتدبر لما فيه من غموض وأسرار.,بعد ذلك تطورت قدرات الإنسان فأصبح يطلق على هذه النجوم والكواكب أسماء ويصنفها بمجموعات، وكان البشر آنذاك في جهل وضلال مما حذا بعضهم لاتخاذها آلهة من دون الله عز وجل.,مازال الكون الخارجي يهيمن على فكر الإنسان ومعرفة أسراره وما يحيط به من هالة غامضة أثارت فضول البشر لابتكار آلات لرصد النجوم والكواكب من تلسكوبات ومقاريب جعلتهم على معرفة ببعض النجوم وحركتها وعلاقتها بالأرض، وأصبحوا يستدلون بها عند السفر وعند التوجه للأماكن البعيدة فكانت أشبه بنظام ملاحة يستعمل لإرشادهم.,أما المسلمون فقد اتجه البحث في عالم الفلك لمرجع ديني وزاوية إسلامية بحتة، فالفلك والسماء والنجوم والكواكب آية من آيات الله عز وجل في الخلق وفيها من الإعجاز ما يفوق العقل البشري تصوره، فقد جعل المسلمون الفلك والسماء والكون وسيلة لتدبر آيات الله واشعار عظمته سبحانه وتعالى.