محمد مرسى" أتى إلى حُكم مصر عن طريق إرادة الشعب.. الشعب الذى قاد وصنع ثورة 25 يناير المجيدة.. حين خرج مرسى من قاع المجتمع، وسِجن الحرية ومعتقلات الطاغية المخلوع، ليتقدم الصورة بجرأة القائد ليقود مصر فى أقسى وأصعب وأمرّ مراحلها قاطبة.. ويقود السفينة بوعى الأكاديمى الجامعى التربوى ورؤية الحكيم وحِنكة الأريب وأمل الحالِم بمستقبل أفضل وغدٍ ناصع وعيش رغدٍ. ,و "محمود أحمدى نجاد" أتى إلى حُكم إيران عن طريق رغبة شعبية عارمة وحرية إيرانية دافقة، ومباركة دينية كاسحة.. لم يحكُم بمنحة ممنوحة أو مانحة، ولم يقُد بلاده برؤية مائلة زائغة جانحة.. وإنما غرَّد فى عالم السياسية كعصفورٍ مُحلِّقٍ شاهقٍ فى الأجواء الصادحة.. حين جاء من الجامعة كأستاذ موقر يجيد الانضباط ويعشق التربوية ويؤمن بقُدسية العِلم ويجيد النظر للأمام والتخطيط للمستقبل.. آمن به شعبه، وائتمنته القيادة الدينية على تحمُّل المسئولية لبلد له تاريخ ضارب فى جذور الزمن وحاضر ناصع يُذهل أعظم القوى فى العالم ومستقبل مشرق ينبئ بسيادة وقيادة للعالم وليس لمنطقة الشرق الأوسط فحسب.. فاستحق محمود أحمدى نجاد أن يحكُم إيران وهو الرجل عادىّ الهيئة، طبيعى المظهر، استثنائى الفِكر، متميز الرؤية.. ثاقب البصيرة بعيد الرؤية، الذى خرج من رحم الفقر والحاجة.. وهكذا تسحق إيران الشاه المفخَّم المنفوخ ذا الرياش والديباج والدِمَقس والأساطير، لتصنع لنا حاكمًا من الشعب.. تألّم مثل سائر البسطاء وعانى كالسواد الأعظم من الشعب.. لكنه قائد استثنائى، لا تهزه عواصف بريق الثروة ولا تلوح أذنيه صواعق رنين الذهب.