كثيرًا ما يستخدم مصطلح الإعلام الحكومي على النقيض من الإعلام الخاص أو المستقل، الذي لا يملك سيطرة مباشرة من أي حزب سياسي، ويكون محتواه عادة أكثر توجيهًا، يملي على الجمهور ما يفكرون فيه، خاصة أنه ليس مضطرًّا لتحقيق معدلات عالية أو إيرادات من الإعلانات.,وفي المناطق التي تسيطر عليها الدولة بشكل أكبر، يجوز لها فرض رقابة على المحتوى الذي تراه غير قانوني أو غير أخلاقي أو في غير مصلحة الحكومة، وكذلك تنظيم أي برامج متصلة بالإعلام؛ ولذلك يكون غير مستقل عن الحزب الحاكم في هذا النوع من البيئة، قد يطلب من الصحفيين أن يكونوا أعضاء في الحزب الحاكم أو متحالفين معه، كما هو الحال في الاتحاد السوفيتي أو كوريا الشمالية في البلاد التي تتدخل فيها الحكومة بشكل كبير في الإعلام، فإنه قد يتم استخدام الصحافة الحكومية لأغراض الدعاية.,وقد ينشر الإعلام المملوك للدولة التشريعات فقط بعد أن أصبحت قانونًا بالفعل لإخماد أي نقاش يستمد الإعلام شرعية وجوده من خلال التأكيد على «الوحدة الوطنية» ضد «المعتدين» المحليين أو الأجانب.,أما في السياقات الأكثر انفتاحًا وتنافسية، فقد تسيطر الدولة أو تمول منفذها الإعلامي، ويكون في المنافسة مع الإعلام الذي تسيطر عليه المعارضة أو الإعلام المستقل.,وعادة ما تقل السيطرة الحكومية على الإعلام الحكومي في المجتمعات الأكثر انفتاحًا، ويمكنه تقديم تغطية أكثر موضوعية عن الإعلام الذي تسيطر عليه الدولة.,ويحاول المؤلف في هذا الكتاب أن يوضح مفهوم الإعلام الحكومي والرسمي بكافة جوانبه، مع نظرة مفصلة لمفهوم الإعلام بشكل عام، ثم التطرق لكافة جوانب المصطلح وخصائصه.