لما كان التقدم العلمي والتكنولوجي والحضاري الذي نعيشه اليوم هو ثمرة لجهود مضنية للعديد من المبدعين، فإن العمل على استمرار هذا التقدم مرهون بتفجير المزيد من الطاقات الإبداعية الكامنة لدى الأفراد؛ إذ إنّ هذا التقدم يتمخض عنه مشكلات في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتي تحتاج إلى حلول إبداعية لا تتأتى إلاّ من خلال إعداد الفرد أنا كان موقعه لمواجهة مثل هذا التحديات. لذا فإن الاهتمام بتربية الإبداع يعد هدفاً أساسياً من أهداف المؤسسات التربوية بدءاً بالأسرة مروراً برياض الأطفال فالمدرسة فالجامعة فالمؤسسات التي تحرص على الإبداع ولاسيما المؤسسات التجارية والعسكرية. ويمكن للفرد أن يستدل على عالمية الاهتمام بتعليم وتعلم التفكير الإبداعي من خلال مراجعة الأدب التربوي النظري والتجريبي والذي شكل محوراً للعديد من الدراسات والبحوث التي كشفت عن طبيعة العوامل التي تؤثر في تنميته وتطويره لدى الأفراد.