تعد هذه الرواية الحلقة الثالثة من سلسلة الأعمال التى تقص سيرة النبى محمد (صلي الله علية وسلم).,ولا شك عندى فى أننا - نحن البشر - فى أشد حاجة إلى إعادة النظر فى قصة حياة النبى (صلي الله علية وسلم)، ورسالته التى حملها القرآن الكريم على نحو أشمل وأعمق.,فإذا كان محمد (صلي الله علية وسلم) هو أعظم الشخصيات التى غيرت وحركت التاريخ الإنسانى، منذ ظهر على كوكب الأرض حتى يوم الناس هذا، وإذا كان الإسلام - بغض النظر عن موقفنا الدينى، أى عقيدتنا فيه - هو القوة التى لم تزل تصنع الأحداث منذ نزل القرآن حتى يوم الناس هذا - فإننا نرى أن الفكر الإسلامى، أى النتاج العقلى للأجيال البشرية التى اعتنقت الإسلام، وصنعت الحضارة الإسلامية (حضارة المسلمين)، قد اتسم فى مجال تفسير القرآن الكريم وكتابة السيرة النبوية بالضحالة أو السطحية، ولا نقول التفاهة، وأنه قد شوه رسالة الإسلام، وصورة نبيه (صلي الله علية وسلم)؛ بسبب خطايا الفقهاء والمفسرين والمحدثين (الرواة) وأخطائهم.,وتتضح تلك الضحالة وذلك التشوية على نحو خاص فى علم تفسير القرآن، وفى السيرة النبوية على وجه أخص، حيث اتسمت تلك الكتابات التى تناولت قصة حياة النبى صلي الله علية وسلم بعيوب فادحة، نذكر منها:,لم توضع سيرة النبى صلي الله علية وسلم فى سياقها التاريخى الحقيقى (العلمى)، رغم أن النبى (صلي الله علية وسلم) قد عاش فى زمن معروف، يمكن دراسته علميًّا من منظور علم التاريخ.,