أصبحت قضية الإرهاب شاغلاً من شواغل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في أعقاب هجوم 11 سبتمبر سنة 2001م، وحدوث طفرات في أعمال الإرهاب على نطاق العالم.,وقد وضعت دول العالم من خلال منظمة الأمم المتحدة إستراتيجية إدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره إدانة مستمرة وقاطعة وقوية، على أساس أنه يعد من أشد الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وذلك بالانضمام للاتفاقيات والبروتوكولات الدولية في هذا الشأن، وتنفيذ جميع القرارات الدولية الصادرة في هذا الشأن.,وفي ظل هذا الإطار وهذا السياق وهذه الأهداف السامية تعد المدونة الدولية لأمن السفن والمرافق الميدانية (ISPS) ثمرة للجهود الدؤوبة المبذولة من لجنة السلامة البحرية في المنظمة البحرية المنبثقة عن هذه اللجنة منذ نهايات عام 2001م والتي تهدف إلى وضع التدابير والإجراءات الرامية إلى منع أعمال الإرهاب التي تهدد أمن الركاب والأطقم وسلامة السفن.,وقد صدرت هذه المدونة بتعديلاتها سنة 2002م، وسنة 2004م واعتمادها كجزء من اتفاقية سولاس بشأن التدابير الخاصة الرامية إلى تعزيز الأمن البحري، وبالتالي فإن اتفاقية (سولاس) والمدونة الدولية (isps) تعتبر من إسهامات ونتاج جهود مضنية للمنظمة البحرية الدولية، والتي أنشأت من أجل تحقيق مقاصد ومبادئ الأمم المتحدة بصفة عامة، وهي صون السلام والأمن الدوليين، وتعزيز العلاقات الودية والتعاون بين الدول، ومواجهة الإرهاب بجميع أشكاله على الصعيد العالمي في مجال نشاط المنظمة، وهو سلامة البيئة البحرية.,وقد درسنا الاتفاقية في باب تمهيدي يتناول نشأة المدونة وتطورها وتعريفها وتحديد أهدافها وخصائصها ومجال تطبيقها ومجال ومنهج الدراسة فيها، ثم قمنا بتقسيم دراسة المدونة إلى ثلاثة فصول تناولنا فيها الإطار الدولي الذي يستوجب التعاون بين الحكومات المتعاقدة والوكالات الحكومية والإدارات المحلية وقطاعي النقل البحري والموانئ لاكتشاف وتقييم التهديدات الأمنية، واتخاذ التدابير الوقائية من الحوادث الأمنية التي تمس السفن والمرافق المينائية المستخدمة في التجارة الدولية، وتحديد أدوار ومسئوليات كل طرف من الأطراف على الصعيدين الوطني والدولي سعياً لكفالة الأمن البحري، وجمع المعلومات الأمنية في وقت مبكر وبطريقة فعالة، وبناءً عليه تعد المدونة استجابة للرغبة الدولية في تعزيز الإجراءات الوقائية والسلامة البحرية، والحفاظ على السلامة الأمنية في الموانئ من مواجهة التهديدات الإرهابية، وذلك انطلاقاً من فكرة أن الأمن يعد مسئولية الجميع، وذلك باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لنشر الأمن في مختلف المنافذ البحرية والدولية والحيوية لكل دولة بما يخدم مصلحة وأمن المجتمع الدولي