يعد الخليج العربي جزءاً لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير، وكان على مر العصور معبراً لحضارة وادي الرافدين إلى الأُمم الأُخرى، ونظراً لأهميته الإستراتيجية والتجارية حاولت قوى أجنبية متعددة السيطرة عليه، إذ بدأ البرتغاليون غزوهم له في مطلع القرن السادس عشر وأعقبهم الهولنديون ثم الفرنسيون والبريطانيون، وأخيراً الأمريكيون بعد الانسحاب البريطاني من شرق السويس عام 1971. وقد حاول الإيرانيون بسط هيمنتهم على الخليج العربي ومياهه، لكن التواجد الأجنبي في المنطقة ومصالحه حالت دون ذلك، أضف إلى ذلك مقاومة الشعب العربي لتلك الهيمنة. ورغم ذلك كله فقد سيطرت إيران عام 1971 على الجزر الإماراتية الثلاث كما إن أطماع إيران في البحرين وفي السيطرة على مياه الخليج العربي ومضيق هرمز وطموحاتها لأن تصبح قوة إقليمية في المنطقة لا زال قائماً من خلال إستراتيجيتها العسكرية التي طورت بها جميع صنوف قواتها المسلحة، أيضاً ملفها النووي الذي تبغي منه الحصول على التقنية النووية لكي تتمكن من صناعة القنبلة النووية. تميزت منطقة الخليج العربي بمميزات حيوية مهمة، جعل منها إحدى أهم المناطق في العالم، كان في مقدمتها الموقع الجيوستراتيجي والأهمية الاقتصادية والتي تمثلت بوجود الثروة النفطية الهائلة فيها، وأصبحت على أثرها أحد أهم مناطق الجذب السكاني في العالم، وتجاذبت عليها الأطماع الإقليمية والدولية.