يتناول هذا الكتاب جوانب مهمة في إدارة الازمات والتعامل معها مدعومة بالرؤية الشرعية والتوجيهات الإسلامية في مواجهة الكوارث والأزمات، حيث تساعد هذه الرؤية في تجاوز الأزمات الشديدة المتلاحقة التي تعصف بالمجتمعات والشعوب الإسلامية في العصر الحديث.,إن العديد من الأفراد والمجتمعات والدول يواجهون الكثير من الأزمات التي تعصف بمستقبل حياتهم، وتهدد أحيانًا وجودهم بأكمله، وخاصة في مجتمعاتنا العربية التي تفتقر إلى بنى تحتية من خطط استراتيجية وإمكانيات مادية وبشرية لمواجهة تلك الأزمات.,ونلاحظ من خلال وسائل الإعلام المختلفة الكثير والكثير من الأزمات والتي تحصل يوميًّا وعلى كافة الصعد.,وفي سبيل نشر ثقافة إدارة الأزمات، فإن الكثير من الباحثين وكتاب الفكر الإداري وضعوا الأساسيات التي يجب الأخذ بها وذلك لسببين؛ الأول: الوقاية من وقوع الأزمة، وثانيًا: التعامل معها للحصول على أفضل النتائج المطلوبة.,ويبدأ النجاح في إدارة الأزمة بالتخطيط الجيد لها ومراعاة تحديد الأهداف، والتأكد من فهم الأفراد المحيطين بالأزمة لأبعادها المختلفة، وكذلك التنسيق مع الجهات الأخرى التي تتعلق بالأزمة، ومراعاة الدقة عند اتخاذ القرارات المختلفة، بعد ذلك تأتي مرحلة هامة وهي إعداد سيناريوهات وتصورات متعددة لمواجهة الأزمة وحلها؛ وذلك بعرض ما يمكن أن يحدث من تطورات باستخدام أسلوب الانطلاق الفكري الذي يتيح إعطاء تصورات لمسارات مختلفة للأزمة وردود الفعل الممكنة، وتخيل النتائج التي تترتب عليها.,إن هذا الكتاب يلقي الضوء على مفهوم الأزمة وأسباب حدوثها وكيفية مواجهتها، ويستعرض الحديث عن المتطلبات اللازمة لإدارة الأزمات والعوامل التي تساعد على مواجهتها، والحديث عن أسلوب الإدارة بالأزمات، وأهميتها في تفادي الأزمات أو التقليل من تأثيرها إلى أضيق الحدود.,ولقد ارتأى الباحث أن يضع بين يدي القارئ ثلاثة نماذج من الأزمات، هي: الأزمة التي عايشها سيدنا يوسف عليه السلام في مصر، والتي أرخها لنا القرآن الكريم، ثم الأزمة التي عايشها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة أثناء غزوة الأحزاب، وفي النهاية تحدث الباحث باستفاضة عن أزمة الصواريخ الكوبية سنة 1962م.