Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
أوضحنا في مصنف خلى كيف أن الإله العظيم بحكمته وطلاقة قدرته ضمّن رسالاته إلى المكلّفين من خلقه ذوي العقل والإرادة شعائر فرضها عليهم ليتواصلوا من خلالها معه .
ولتغذي أرواحهم وتحفزها دوماً ولتهذب جوارحهم وهم يباشرون حركتهم من أجل إعمار الكون وتفعيل الوجود ومن ثم فالشعائر موجهة إلى الروح وهو الشق الرمزي الخفي من الإنسان .
وفي هذا المصنف نبيّن كيف أن الخالق سبحانه ضمنّ رسالاته كذلك شرائع محكمة واضحة تنصرف إلى تمكين منهج الله في الكون وضبط حركة وسلوك بني البشر وكأن حركة الإنسان في الكون منضبطة ومحكومة بتأثير ضابطين :
الضابط الأول هو تأثير الشعائر في تهذيب جوارح البشر أثناء حركتهم في الكون والوجود .
الضابط الثاني هو الشرائع التي ضمّنها الله رسالاته وتستهدف ترتيب وتنظيم حركة الإنسان في الكون .
ومن شأن ضبط وتقويم حركة الإنسان في الكون عبر الضابطين الموضحين أعلاه أن ينزع بالإنسان نحو أداء الشعائر وعبادة الله والتواصل معه بتفانٍ ورضى وانسجام ما يستوجب رضى الله وحبه ومغفرته وتيسير حركته في الكون .
وهذا هو الشق المادي البادي من الإنسان الذي وُجّهت إليه الشرائع لكي تضبط سلوكاته وحركاته وعليه تحكم الشعائر الشق الروحي في الإنسان لأنها تناسبه وتحكم الشرائع الشق المادي في الإنسان لأنها كذلك تناسبه .
وهذا هو التوازن الذي ساوت من خلاله ووازنت شِرعة الإسلام بين شقي الإنسان الروح والمادة ولم تغلّب أحدهما على الآخر بل خصصت لكل شق ما يتواءم مع طبيعته وتكوينه ونشاطه وتفاعلاته وحركته في الكون .
فالإنسان يسلم لله ويؤمن به ويتواصل معه من خلال روحه ومن ناحية أخرى يعبده من خلال الشعائر التي هي أفعال ،ثم يباشر حركته ونشاطه في الكون عبر بدنه وجوارحه وفق منهج الله .
ومن ثم جاءت الرسالات من عند الله لتحمل من الوسائل والآليات ما يعالج مكونات كل شق دون تغليب لأحدهما على الآخر ومن شأن ذلك التوازن ألا يجعل الإنسان روحياً معرِضاً عن النشاط والحركة ولا مادياً دون روح ولا يعرف إلا النشاط والحركة .
نحن وكل من قرر أن يتصدى لتأمل ودراسة وتحليل الظواهر الإنسانية الاجتماعية أي الإنسان في مجتمعه لا مفر لدينا من الانطلاق من حقيقة مطلقة .
وهي أن الإله الخالق قد قضى بتشكل الظواهر الإنسانية الاجتماعية ضمن قضائه الذي قضاه في الكون وتفضي هذه الحقيقة إلى نتيجة جوهرية وهي أن الظواهر الإنسانية الاجتماعية تمثل حتمية حياتية تمت بكيفية معينة وتشكّل وتوجّه حركة الإنسان في الكون بطريقة معينة وفي اتجاه معين
إن ثمة تماهياً بين الإرادة الإلهية وقضاء الله فكل قضاء الله هو بإرادته وكل ما يريده الله يقضي به ولا يجد دارسو الظواهر الإنسانية الاجتماعية صعوبة في إثبات ما نقول به أو التوصل إليه.
وعلى ذلك فقد كانت الظواهر الإنسانية الاجتماعية بكيفية وهيئة معينة وتتفاعل مع ذاتها ومع الكون بطريقة معينة محكومة في ذلك بضوابط وقوانين مصدرها الإله الخالق .
لقد جاءت الظواهر الإنسانية الاجتماعية مرتبة بطريقة تتوافق مع إرادة وقضاء الله في الكون .
وذلك لأن الإنسان والمجتمع الذي شكّله هو نتاج قضاء الله في الكون وقد جاء وفق مشيئته .
كذلك فحركة الإنسان في الكون التي تتم وفق ما قضى الخالق العظيم تتولد عنها الظواهر المذكورة فكل حركة تولّد ظاهرة .
ولأن الإنسان مخلوق عاقل مفكر استخدم عقله وتفكيره فيما يتجاوز متطلبات غريزته وواصل التفكير في فهم وتفسير الواقع .
والتعاطي والتعامل مع ما يحيط به كانت الظاهرة الفكرية [الثقافية] هي أول الظواهر الإنسانية الاجتماعية .
ولأنه منذ خُلق وهو يألف التجمع في إطار رابطة ذات خصوصية للتناسل والتكاثر ،كانت الظاهرة المجتمعية هي الظاهرة التي تلي ظاهرة الفكر [الثقافة] ولعل تلك الظاهرة غريزة فطرية في تكوين الإنسان وفطرته .
ولأنه منذ أن خٌلق في هذه الأرض أخذ يواجه ويكابد صعوبات ومشاق الحياة ويتعاطى ويتعامل ويتفاعل مع عناصر الوجود ومفردات الكون التي تحيط به من أجل الحفاظ على وجوده وكفالة تفاعله وضمان تطوره وسط مكونات وتفاعلات هذا الكون الصاخب بالحركة والنشاط ،لذلك كانت الظاهرة الحضارية .
وباستخدام العقل المفكر وفي إطار التجمع وفي مواجهة ظواهر الكون وعناصر الوجود شرع الإنسان يبحث...
ولتغذي أرواحهم وتحفزها دوماً ولتهذب جوارحهم وهم يباشرون حركتهم من أجل إعمار الكون وتفعيل الوجود ومن ثم فالشعائر موجهة إلى الروح وهو الشق الرمزي الخفي من الإنسان .
وفي هذا المصنف نبيّن كيف أن الخالق سبحانه ضمنّ رسالاته كذلك شرائع محكمة واضحة تنصرف إلى تمكين منهج الله في الكون وضبط حركة وسلوك بني البشر وكأن حركة الإنسان في الكون منضبطة ومحكومة بتأثير ضابطين :
الضابط الأول هو تأثير الشعائر في تهذيب جوارح البشر أثناء حركتهم في الكون والوجود .
الضابط الثاني هو الشرائع التي ضمّنها الله رسالاته وتستهدف ترتيب وتنظيم حركة الإنسان في الكون .
ومن شأن ضبط وتقويم حركة الإنسان في الكون عبر الضابطين الموضحين أعلاه أن ينزع بالإنسان نحو أداء الشعائر وعبادة الله والتواصل معه بتفانٍ ورضى وانسجام ما يستوجب رضى الله وحبه ومغفرته وتيسير حركته في الكون .
وهذا هو الشق المادي البادي من الإنسان الذي وُجّهت إليه الشرائع لكي تضبط سلوكاته وحركاته وعليه تحكم الشعائر الشق الروحي في الإنسان لأنها تناسبه وتحكم الشرائع الشق المادي في الإنسان لأنها كذلك تناسبه .
وهذا هو التوازن الذي ساوت من خلاله ووازنت شِرعة الإسلام بين شقي الإنسان الروح والمادة ولم تغلّب أحدهما على الآخر بل خصصت لكل شق ما يتواءم مع طبيعته وتكوينه ونشاطه وتفاعلاته وحركته في الكون .
فالإنسان يسلم لله ويؤمن به ويتواصل معه من خلال روحه ومن ناحية أخرى يعبده من خلال الشعائر التي هي أفعال ،ثم يباشر حركته ونشاطه في الكون عبر بدنه وجوارحه وفق منهج الله .
ومن ثم جاءت الرسالات من عند الله لتحمل من الوسائل والآليات ما يعالج مكونات كل شق دون تغليب لأحدهما على الآخر ومن شأن ذلك التوازن ألا يجعل الإنسان روحياً معرِضاً عن النشاط والحركة ولا مادياً دون روح ولا يعرف إلا النشاط والحركة .
نحن وكل من قرر أن يتصدى لتأمل ودراسة وتحليل الظواهر الإنسانية الاجتماعية أي الإنسان في مجتمعه لا مفر لدينا من الانطلاق من حقيقة مطلقة .
وهي أن الإله الخالق قد قضى بتشكل الظواهر الإنسانية الاجتماعية ضمن قضائه الذي قضاه في الكون وتفضي هذه الحقيقة إلى نتيجة جوهرية وهي أن الظواهر الإنسانية الاجتماعية تمثل حتمية حياتية تمت بكيفية معينة وتشكّل وتوجّه حركة الإنسان في الكون بطريقة معينة وفي اتجاه معين
إن ثمة تماهياً بين الإرادة الإلهية وقضاء الله فكل قضاء الله هو بإرادته وكل ما يريده الله يقضي به ولا يجد دارسو الظواهر الإنسانية الاجتماعية صعوبة في إثبات ما نقول به أو التوصل إليه.
وعلى ذلك فقد كانت الظواهر الإنسانية الاجتماعية بكيفية وهيئة معينة وتتفاعل مع ذاتها ومع الكون بطريقة معينة محكومة في ذلك بضوابط وقوانين مصدرها الإله الخالق .
لقد جاءت الظواهر الإنسانية الاجتماعية مرتبة بطريقة تتوافق مع إرادة وقضاء الله في الكون .
وذلك لأن الإنسان والمجتمع الذي شكّله هو نتاج قضاء الله في الكون وقد جاء وفق مشيئته .
كذلك فحركة الإنسان في الكون التي تتم وفق ما قضى الخالق العظيم تتولد عنها الظواهر المذكورة فكل حركة تولّد ظاهرة .
ولأن الإنسان مخلوق عاقل مفكر استخدم عقله وتفكيره فيما يتجاوز متطلبات غريزته وواصل التفكير في فهم وتفسير الواقع .
والتعاطي والتعامل مع ما يحيط به كانت الظاهرة الفكرية [الثقافية] هي أول الظواهر الإنسانية الاجتماعية .
ولأنه منذ خُلق وهو يألف التجمع في إطار رابطة ذات خصوصية للتناسل والتكاثر ،كانت الظاهرة المجتمعية هي الظاهرة التي تلي ظاهرة الفكر [الثقافة] ولعل تلك الظاهرة غريزة فطرية في تكوين الإنسان وفطرته .
ولأنه منذ أن خٌلق في هذه الأرض أخذ يواجه ويكابد صعوبات ومشاق الحياة ويتعاطى ويتعامل ويتفاعل مع عناصر الوجود ومفردات الكون التي تحيط به من أجل الحفاظ على وجوده وكفالة تفاعله وضمان تطوره وسط مكونات وتفاعلات هذا الكون الصاخب بالحركة والنشاط ،لذلك كانت الظاهرة الحضارية .
وباستخدام العقل المفكر وفي إطار التجمع وفي مواجهة ظواهر الكون وعناصر الوجود شرع الإنسان يبحث...