إن غاية التعليم في المملكة العربية السعودية فهم الإسلام فهمًا صحيحًا متكاملًا، وغرس العقيدة الإسلامية ونشرها، وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الإسلامية وبالمثل العليا، وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتطوير المجتمع اقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، وتهيئة الفرد ليكون عضوًا نافعًا في بناء مجتمعه.

ولقد اشتقت أهداف التعليم العامة في المملكة العربية السعودية من الفكر الإسلامي العام، وهي بذلك تعبر عن الفكر السعودي المبني في أساسه على تعاليم الإسلام، كما جاءت هذه الأهداف متناسقة مع الأهداف العامة للتربية الإسلامية، التي توجه قطاعات العمل والإنتاج الأخرى في المملكة العربية السعودية، كما نستطيع القول بكل تأكيد بأن هذه الأهداف تعطي أهمية للفرد والمجتمع معًا: فهي بالنسبة للفرد تعطي أهمية كبيرة لنموه الروحي والاجتماعي وتهذيب أخلاقه وبناء اتجاهاته ومهاراته الاجتماعية التي من شأنها أن تجعل منه عضوًا نافعًا منتجًا ومتعاونًا في تحقيق الأهداف الإسلامية، والتي من شأنها أن تجعل منه مواطنًا مسلمًا محبًّا لوطنه، ومضحيًا في سبيل الله.

أما بالنسبة للمجتمع، فإن أهداف التعليم تهدف إلى تحقيق التقدم الاجتماعي، والمحافظة على تُراث الأمة وتطويره في ضوء تعاليم الإسلام ونقله إلى الأجيال اللاحقة، كما تهدف هذه الأهداف إلى تحقيق التماسك، والانسياق بين أعضاء المجتمع، وتثبيت الاستقرار الآمن الذي تعيشه المملكة العربية السعودية، كما تهدف أيضًا هذه الأهداف إلى تقوية الشعور الوطني والولاء الصادق لله أولًا ثم للوطن وولاة أمره في نفوس الناشئين، كما تهدف بجانب ذلك إلى إعداد الموظفين والعمال ذوي الخبرة الفنية والمهنية وتحقيق التقدم والازدهار الاقتصاديين.

وتولي الجهات التعليمية في المملكة العربية السعودية عنايتها بإعداد المعلم السعودي وتأهليه تأهيلًا علميًّا ومسلكيًّا لكافة مراحل التعليم.