يهدف العمل الاجتماعي إلى تنمية المجتمعات، ومعالجة المشكلات التي تخرج عن نطاق قدرة الأفراد الذين يعانون منها والتي تعمل على شقائهم، كما تنبثق أنسب الوسائل الفعالة في المجتمع للقضاء عليها أو التقليل من آثارها عن طريق البحث عن القوى والعوامل المختلفة التي تحول دون النمو والتقدم الاجتماعي، مثل: الحرمان والبطالة والمرض والظروف المعيشية السيئة.

إن هذا الكتاب يعدّ تجربة فريدة في مجال التأليف في العمل الاجتماعي، حيث إنه فصَّل الحديث في خصوصيات كل مجال من مجالات العمل الاجتماعي، تبعًا لاهتمامات المجال وانشغالاته وأهداف الخدمة الاجتماعية في ممارستها في ذاك المجال، في الوقت الذي تحافظ فيه على إطارها العلمي التطبيقي الواحد، والذي يعمل الأخصائيون الاجتماعيون ضمنه؛ ليؤدوا دور مهنتهم في المجتمع، وليقوموا بواجباتهم في مختلف القطاعات التي تفسح المجال لهم؛ ليساهموا في أداء دورها وتعميق فاعليتها في خدمة الوطن والمواطن من أجل الإنسان.

ويأمل المؤلف أن يكون هذا الكتاب مما يعين الأخصائي الاجتماعي على القيام بمهامه في المؤسسة التي أوكلت إليه المهمة النبيلة في خدمة المتعاملين معها والمستفيدين من خدماتها، وأن يعطي هذا الكتاب لدراسي العمل الاجتماعي وطلبته صورة جلية عن الأصول والقواعد المهنية في ممارسة المهنة في المجالات المتعددة، وأن يتعرفوا على الآفاق الجديدة لمجالات الممارسة.