يعدُّ اختصاص علم اجتماع المرأة من الاختصاصات التي ظهرت في فترة ما بين الحربين العالميتين؛ وذلك لتعاظم أهمية المرأة في الحياتين العامة والخاصة، وزيادة عدد النساء العاملات خارج البيوت، وقدرة المرأة على إشغال أدوار مهمة في ميدان الثقافة والتربية والتعليم وميدان الاقتصاد والمال والأعمال، فضلًا عن أهمية وفاعلية الدور الذي تحتله المرأة في القطاع الحكومي والرسمي، وبرهان المرأة على قدراتها الفائقة في أداء الأعمال التي يقوم بها الرجال، وبخاصة الأعمال البيروقراطية والروتينية والإدارية والتنظيمية، ناهيك عن المهام والمسئوليات الخطيرة التي تضطلع بها المرأة في المنزل والأسرة، وجمع المرأة بين الأعمال المنزلية والأعمال الوظيفية خارج البيت.

وقد اهتم علم اجتماع المرأة بدراسة الفعل ورد الفعل بين المرأة والمجتمع، وهو يعالج في الوقت ذاته مشكلات المرأة الموضوعية والذاتية بعد تشخيصها وتحديد أسبابها وآثارها ومعالجتها على نحو هادف وبنّاء، كما أنه يحاول الدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بمساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات الاجتماعية.

وقد استقل علم اجتماع المرأة عن علم الاجتماع العام، وتمكن من إحراز منزلة علمية لا بأس بها، وذلك بعد فشل علم الاجتماع العام بدراسة قضايا المرأة ومشكلاتها وواقعها، والمهام الجديدة التي يمكن أن تضطلع بها وتأريخها والأحداث التي شهدتها، وتدني مكانتها بالنسبة لمكانة الرجل، والضغوط والمضايقات التي كانت تتعرض لها.