لقد أصبح علم اجتماع التربية المعاصر في الوقت الحاضر من أهم العلوم التي تدرّس في الجامعات الغربية انطلاقًا من أهمية وضرورة وجود مدخل سوسيولوجي لفهم النظم التربوية، على الرغم من أن بعض الجامعات العربية ما زالت تفتقر في برامجها التعليمية إلى هذا العلم.

ويعتبر علم اجتماع التربية المعاصر من أهم فروع علم الاجتماع، انطلاقًا من الوظائف التي يقدمها للمجتمع بما فيها من أبنية اجتماعية مختلفة متفاعلة مع الأبنية التربوية، كما أنه يعالج المشكلات الاجتماعية والثقافية التي تواجه المؤسسات التربوية، وأيضًا المشكلات العلمية والتربوية التي تواجه المجتمع بمؤسساته وأدواره الوظيفية المختلفة، إضافة إلى أنه يركز على دراسة العوامل التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المسئولة عن رسم وتخطيط المناهج التربوية للموضوعات الأكاديمية والتطبيقية التي يدرسها المتعلمون، كما أنه يتناول دراسة الوعي الاجتماعي والتربوي من خلال دراسة العلاقة بين المجتمع بما فيه من مؤسسات اجتماعية مختلفة وبين النظام التربوي بمؤسساته وعلاقاته المتعددة والمتشعبة.

إن علم اجتماع التربية الجديد ركز على الاهتمام بما يحدث داخل العملية التعليمية – التعلمية من علاقات تربوية ومن مناهج وطرق تدريس، والتفاعل بين المعلم والتلميذ داخل غرفة الصف والعلاقة التربوية بينهما، وأيضًا تحليل المفاهيم الأساسية التي يستخدمها المربون، مثل: الذكاء ومعايير النجاح المدرسي والعلاقة التربوية والتقويم، كما أنه يهتم بالثقافات الفرعية داخل المجتمع وأثرها على قيم الطفل واتجاهاته ومستوى تحصيله الأكاديمي، ويبحث أيضًا العلاقة بين التغير الاجتماعي والتعليم، وتحليل المدرسة كمؤسسة تربوية باستخدام الأسلوب السوسيولوجي، بالإضافة إلى دراسة طرائق البحث التاريخي، والدراسات الأنثروبولوجية.