تحتل الأراضي الجافة موقعًا جغرافيًّا وفلكيًّا متميزًا من نطاقات الكرة الأرضية، كما تعتبر مكونًا من النظام الرئيس لسطح الأرض، مثل: النظام المائي والنظام البيولوجي والنطاق الجليدي وغيرها.

وتعتبر الأراضي الجافة من أول المراكز التي ظهرت فيها الحضارات البشرية الأولى التي خلفت إنجازات هامة في تاريخ البشرية، حيث وفرت للإنسان الاستقرار وما يحتاجه من وسائل التقدم والحضارة.

إن الهدف من دراسة الأراضي الجافة في الوقت الحاضر، هو البحث عن الثروات والمصادر الاقتصادية، ودراسة المجتمعات البشرية والحضارات السابقة، وعلى هذا الأساس يعتبر برنامج اليونسكو من أضخم المجهودات العالمية لدراسة الأراضي الجافة والمحافظة عليها، حيث كان يهدف إلى جمع البيانات عن الأراضي الجافة، كما اشتمل على برامج دراسية حول نظم بيئية مختلفة ثم تطبيقها من خلال أساليب معينة حول استخدام الأرض داخل المناطق الجافة.

وتعتبر دراسة الأراضي الجافة بالنسبة للدول التي تقع ضمن نطاقها حيوية جدًّا لارتباطها بمستقبلها الاقتصادي، وتمثل مصادر الأرض لها قوة اقتصادية وسياسية؛ بسبب سيطرة هذه الدول على منابع البترول الرئيسة في العالم.

ويتميز مناخ الأراضي الجافة بأنه مستقر لكنه يمتاز بالتطرف الحراري، وبالمدى الحراري الفصلي، أو السنوي الكبير، وهذا يعني أن درجات الحرارة متطرفة، والسماء صافية، وهناك نقص دائم في الرطوبة، والغطاء النباتي.

وتقع الأراضي الجافة فلكيًّا في العروض الدنيا ما بين نظامي الضغط العالي شبه المداري، وهذا يشمل أيضًا بعض المناطق التي تسيطر عليها كتل هوائية قارية موجودة في وسط القارات في العالم خصوصًا تلك البعيدة عن المؤثرات البحرية الرطبة، والتي تعرف بالصحاري المعتدلة نسبة إلى موقعها الفلكي.