هذا الكتاب هو شرح وافٍ لكتاب «التوحيد» لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وموضوع كتاب «التوحيد» بيان ما بعث الله به رسله: من توحيد العبادة، وبيانه بالأدلة من الكتاب والسنة، وذكر ما ينافيه من الشرك الأكبر، أو ينافي كماله الواجب من الشرك الأصغر ونحوه، وما يقرب من ذلك أو يوصل إليه.

وقد تميز هذا الشرح بغزارة مادته، وسهولة أسلوبه، ووضوح أفكاره، وأصالة مصادره، وسلامة منهجه، وسلوكه فيه طريق السلف الصالح رضوان الله عليهم، فأضحى هذا الكتاب أصلًا في بيان العقيدة الصحيحة والمستندة إلى الأدلة الواضحة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة ومَنْ تبعهم بإحسان، مجتنبًا فلسفة المتكلمين وجدلهم.

وكان من منهج المؤلِّف في الشرح أنه يذكر ما ترجم به شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب للباب، ثم يشرحه ويبين علاقته بكتاب التوحيد.

وكذلك كان يضبط الكلمات التي تحتاج إلى ضبط، ثم يشرح الكلمات الغريبة، ثم يشرح الآية أو الحديث أو الأثر شرحًا مفصلًا.

وإذا كان النص المشروح آية ذكر تفسيرها من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يذكر ما يتعلق بها من كلام الصحابة والتابعين، ثم كلام جماعة من المفسرين كابن جرير وابن كثير، أو من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم وغيرهما، ويتكلم عليها رحمه الله بكلام بديع.

وإذا كان حديثًا أو أثرًا خرَّجه وحكم عليه غالبًا، فإن كان علة أبانها، وإذا كان أُعل بما لا يقدح في صحة الحديث بيَّن ذلك بطريقة تدل على تبحره في علم الحديث، وعلم الرجال، والجرح والتعديل.

وكذلك كان ينقل من كتب العقيدة السلفية، وكتب الفقه المعتمدة، وكذلك كتب الآداب والأخلاق وغير ذلك مما يحتاج إليه في شرح الحديث وتوضيح معانيه وبيان فوائده، فقد استفاد من عدد ضخم من الكتب في شتى العلوم رحمه الله.