لقد شهد العالم المعاصر تطورًا سريعًا وكبيرًا في مختلف جوانب الحياة خاصة في مجال تكنولوجيا الاتصال والإعلام، سواء من حيث الاستخدام أو التأثير، وقد ساهمت هذه الأخيرة في تعزيز ظاهرة العولمة حيث اختزلت الزمان والمكان حتى أصبح العالم وكأنه قرية صغيرة جديدة مما سهل من الانتقال السريع للأفكار والمعلومات وأنماط الحياة.

وتعد تكنولوجيا الاتصال والإعلام مجموعة من التقنيات أو الأدوات أو الوسائل أو النظم المختلفة التي يتم توظيفها لمعالجة المضمون أو المحتوى الذي يراد توصيله من خلال عملية الاتصال الجماهيري، كما يتم عن طريق هذه الوسائط جمع المعلومات والبيانات المسموعة أو المكتوبة أو المصورة أو المسموعة المرئية أو المطبوعة الرقمية، ثم تخزين هذه البيانات والمعلومات ثم استرجاعها في الوقت المناسب ثم عملية نشر هذه المواد الاتصالية أو الرسائل والمضامين المسموعة أو المسموعة المرئية أو الرقمية، ونقلها من مكان إلى آخر وتبادلها.

وقد جاء هذا الكتاب ليلقي الضوء على تطور تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، ويبرز إيجابياتها وسلبياتها، وكيفية توظيفها توظيفًا سليمًا يخدم الإنسان والإنسانية جمعاء، وفي المقابل كيفية تجنب أو على الأقل الحد من سلبياتها استخدامًا وتأثيرًا.