إن مشاكل السلوك هي أكثر ما يشغل بال المعلمين والآباء والمهتمين في مجال التربية؛ إذ لا تخلو أي مؤسسة تعليمية منها، وقد يكون المعلم في بعض الأحيان مسببًا لها من حيث لا يدري نتيجة لأساليبه في التدريس، أو لتعامله مع التلاميذ، وهذا ينطبق تمامًا على الآباء.

لذلك فإن أساليب تعديل السلوك، التي استخدمت بشكل كبير في أمريكا وأوروبا، وأثبتت نجاحها، تمد المعلمين والآباء بمعلومات -في غاية الأهمية- في كيفية التعامل مع الأطفال بشكل علمي بعيدًا عن العشوائية والتجريب. ويعتقد الكاتب أن غالبية المعلمين والمدرسين لم يعرفوا هذه الأساليب التي أصبحت تدرس بشكل روتيني في كليات المعلمين في أمريكا وإنجلترا.

إن هذه الأساليب ضرورية جدًّا بالنسبة لطلبة كليات التربية والمعلمين والإداريين بشكل عام ولمعلمي التربية الخاصة ومعاهد المعاقين بشكل خاص؛ لأنهم بأمس الحاجة إلى مثل هذه الأساليب التي تعد إضافة نوعية في إدارة الصف وحل المشكلات المختلفة إضافة إلى كونها استراتيجيات تعليمية.

إن معرفة المعلم لأساليب تعديل السلوك تجعله أكثر قدرة على تذليل الصعوبات والمشاكل التي تحدث في إطار الصف بشكل خاص والمدرسة بشكل عام، وما لها من أبعاد إيجابية على المعلم والتلميذ، فيشعر الأول بالكفاءة المهنية والمعرفية اللتين ترتبطان بالرضا عن العمل، وتدعو الثاني إلى الاستقرار والأمن وإلى خلق حالة من الانتماء إلى المؤسسة التعليمية، من خلال مراعاة الجوانب النفسية له؛ مما ينعكس بشكل إيجابي على موقفه من نفسه وأقرانه ومعلميه ومدرسته.