إن عملية التدريس تستند إلى مجموعة من الخبرات الحيوية التي تستند في نموها ونضجها إلى أصول معينة وأسس محددة ومقومات واضحة، فهو عملية تفاعل بين المدرس وطلابه، وهو تعليم للطرق والأساليب التي يتمكن الدارس من الوصول بها إلى الحقيقة، وهو يشتمل على الإحاطة بالمعارف وعلى اكتشافها، وهو الأداء الذي يؤديه المدرس أثناء عملية التعليم والتعلم لإحداث التعليم المباشر في أداء الطلبة، ويشمل تزويد الفرد بالمعلومات التي تؤثر في شخصيته تأثيرًا عمليًّا، وهو عملية متعمدة لتشكيل بنية الفرد بصورة تمكنه من أن يتعلم أداء سلوك محدد أو الاشتراك في سلوك معين، وذلك تحت شروط موضوعة مسبقًا.

وقد يرتبط مفهوم التدريس بدور المعلم؛ لأن دور المعلم قد تغير، حيث أصبح مسئولًا عن النمو الشامل للتلميذ وبناء شخصيته وتحسين تفكيره ومهاراته الاجتماعية وتزويده بالمعرفة وإكسابه القيم.

وقد وضع الإسلام معايير خاصة للمدرس المسلم، وضوابط خاصة للتدريس ومقرراته التي يحل للمسلم دراستها وإجادتها وحرمت عليه الكثير مما يبعده عن الصراط المستقيم، قال صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك إليه به طريقًا من طرق الجنة، وأن الجنة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وأن العالم ليستغفر له من في السموات والأرض والحيتان في جوف الماء، وأن فضل العالم على العابد كفضل ليلة البدر على سائر الكواكب، وأن العلماء ورثة الأنبياء، وأن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحفظ وافر».

ويجب على معلم التربية الإسلامية أن يتمتع بصفات عديدة حتى يكون أهلًا لتدريس مادة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وبقية مفردات التربية الإسلامية.