
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
لم تعد دراسة تاريخ التربية اليوم مجرد سرد لأحداث ووقائع تاريخية فقط، كما كانت تقضي بذلك الفلسفة التي كانت تحكم كتابة التاريخ من قبل، وإنما أصبح من الضروري أن ينظر إلى الحادثة من خلال منظور ثقافي واسع يتناول الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تدور فيها.
فالتاريخ التربوي هو تجارب الإنسانية وخلاصة كفاحها على مر العصور في مختلف المجتمعات من أجل الارتقاء بالجنس البشري وتقدمه. وفي عبارة مشهورة للسياسي الألماني المعروف بسمارك: «إن الحمقى هم الذين يقولون: إنهم يتعلمون من تجاربهم، وأنا أفضل أن أتعلم من تجارب الآخرين».
وينظر إلى تاريخ التربية عادة على أنه معالجة للتربية من منظورها التاريخي، وهذا يعني أن تاريخ التربية موضوع مستقل بكيانه، فهو يتعلق بالتاريخ لقطاع واحد من قطاعات الثقافة الإنسانية العريضة هو قطاع التربية.
كما ينظر إليه من ناحية أخرى على أنه جزء من التاريخ العام شأنه في ذلك شأن التاريخ السياسي أو الاقتصادي، بل إنه كثيرًا ما يعالج في هذه الحالة على أنه جزء من التاريخ الثقافي والفكري للشعوب. وبصرف النظر عن اختلاف النظرة الى تاريخ التربية فإنه يمكن القول ببساطة بأنه تاريخ النظام التربوي.
ولقد تعرض الكتاب للتربية في العصور القديمة، بدءًا من التربية في المجتمعات البدائية، فالتربية في الحضارات القديمة البابلية والآشورية والعبرانية والهندية والصينية والفارسية واليابانية والمصرية واليونانية والرومانية، ثم تعرض للتربية في العصور الوسطى عند المسيحيين في أوروبا والحضارة العربية والإسلامية في المشرق والمغرب، ثم تعرض للتربية في العصور الحديثة وما اشتملت عليها من نزعات وفلسفات.