لقد أصبح الاهتمام بالأخلاق الإسلامية أمرًا لا بد منه، سواء أكان ذلك الاهتمام بالمجتمع ككل أم في محيط الجامعة والمدرسة، حيث الجيل الصاعد الذي سيكلف بعدها بإدارة شئون الأمة ورعايتها وتمشيتها.

وما كان نزول شرع الإسلام إلا لإكمال ما أراد الباري عز وجل نشره بين الخلق، فكان إتمامًا للمكارم وتثبيتًا للصالح منها، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

لقد وضع الإسلام الحنيف المرشدين والموجهين والتربويين أمام النماذج الأخلاقية والسلوكية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ ليتمكنوا منها في إصلاح أنفسهم أولًا؛ ومن ثم مواجهة الهجمات الشرسة من أعدائها، والتي تستهدف النيل من الأخلاق والسلوك الإسلامي لإحلال الإباحية والمفاهيم الاجتماعية الجديدة التي تناهض الإسلام.

فعلى المسلم أن يلتزم بأدب الحديث، وأدب اللسان، والابتعاد عن آفاته، والانزلاق في المتاعب، ولا بد له من تربية نفسه على حب الصغير، وتوقير الكبير، والصدق في الحديث، وعدم رفع الصوت أكثر من حاجة السامعين، وعدم السخرية من الآخرين.

وكذلك عليه أن يتربى على الأخلاق الأسرية الموجودة عبر القرآن والسنة، وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن ينصح لأئمة المسلمين وعامتهم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة»، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».

إن نشر الأخلاق الإسلامية يحتاج إلى الداعية المقبول اجتماعيًّا، والأستاذ الناجح في استقطاب طلابه لا تنفيرهم، وإلى الطالب الراغب في تعديل سلوكه وخلقه، وذلك لن يتم دون إعداد ديني وثقافي إسلامي جيد؛ لتتم صياغة الأخلاق وتدريسها وتعميمها بشكل يرسخ قيمها في نفوس الجميع، وذلك من أنفع وسائل الوقاية لمواجهة التحديات الثقافية والفكرية الضالة والمنحرفة.