
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
إن عملية التربية بمفهومها الواسع تشمل التعليم والتعلم وتنمية الشخصية وتأهيل الفرد وبنائه من أجل تحقيق بعد الإنسانية فيه، وتلبية مطالب مجتمعه وعالمه الذي يعيش فيه؛ هذا المفهوم الاستشرافي لمدرسة المستقبل تنامى الاهتمام به منذ مطلع القرن الحادي والعشرين الذي شهد تطورات وثورات عميقة في مجال المعلوماتية، وتضخم المعرفة، متأثرًا بما أحدثته ثورات الاتصالات والمواصلات والعلوم، وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الهائلة، التي لم تقف عند حد؛ بل إنها ستستمر في المستقبل، كل ذلك دعا المفكرين بعامة والمربين بخاصة للبحث عن مواصفات المدرسة التي تستطيع بناء وتربية أفراد صالحين ومبدعين، مؤهلين وقادرين على التعامل الفاعل مع المتغيرات والتحديات الحالية والمستقبلية.
فالمدرسة المتعلمة تهدف إلى تحقيق التكامل بين جهود الهيئتين التدريسية والإدارية لإحداث التطوير المدرسي، بما توفره من انخراط الجميع بالتعلم والعمل لهدف واحد، والاستجابة المرنة للتغيرات المختلفة، والوصول إلى البنى غير المنظورة والكامنة في أعماق العاملين وما يختزنون من مكونات لا مرئية وغير مادية.
إن تحول المدارس إلى منظمات متعلمة يتضمن التطوير المهني للمعلمين والإداريين، بحيث لا يقتصر على كيفية تعلم المعلمين، بل يتعداه إلى الاهتمام بتطبيق المحتوى العلمي واستراتيجيات التدريس ومعرفة اتجاهاتهم نحو التلاميذ واعتقاداتهم نحو نموهم المهني، والعمل كفريق وتحقيق الشراكة الحقيقية في العمل.
فالمدرسة لها دور أساسي في صنع مستقبل الأجيال، ودور قيادي في عملية التغيير الاجتماعي؛ وذلك لكونها معنية بأن توفر للفرد المقدرة على معرفة الواقع وإدراكه من خلال تبصر وفهم العلاقات بين مكونات هذا الواقع، باعتبار أن الفهم هو المقدمة الضرورية لتغيير الواقع عن طريق معرفة وإدراك شبكة العلاقات السائدة، والكشف عن علاقات جديدة يمكن إحداثها والإفادة منها في صناعة القرار المستقبلي.