العمائر الدينية في المغرب الأوسط

ebook

By مبارك بوطارن

cover image of العمائر الدينية في المغرب الأوسط

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today
Libby_app_icon.svg

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

app-store-button-en.svg play-store-badge-en.svg
LibbyDevices.png

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Loading...

كان انتشار الإسلام في بلاد المغرب نقلة عظمى في تاريخ المغرب العربي، فلم يلبث المغرب أن تحول منذ بداية القرن الثاني للهجرة إلى قطر إسلامي يدين بالإسلام ويصطبغ بالصبغة الإسلامية وذلك في جميع مناحي الحياة سواء أدبية أم مادية، كما أقيم فيه مصران هما القيروان وتونس كان لهما الأثر البالغ في تعريب البلاد ونشر الحضارة الإسلامية، وسرعان ما تعددت المدن الإسلامية المحدثة بالمغربين الأوسط والأقصى في القرن الثاني للهجرة، وأنشئت المساجد الجامعة، كما أقيمت الدور والقصور والأربطة، وأخذت العمارة الإسلامية في المدن المحدثة والمدن القديمة تصبغ على مر القرون بلاد المغرب طابعه الفريد.

أما موضوع هذا الكتاب فيتناول بالدراسة العمائر الدينية في المغرب الأوسط، فيما بين القرنين السادس والثامن الهجري، وهي فترة احتضنت ثلاث أسرات حاكمة هي: أسرة المرابطين و الزيانيين و المرينيين كما أن لهذه الفترة الزمنية أيضا أهمية خاصة في تاريخ المغرب الأوسط تتلخص في أن معظم مبانيها الدينية مازالت تحتفظ بمعالم عمارتها الأولى وأنها تمثل أيضا فترة الازدهار بالنسبة لفنون العمارة والزخرفة الإسلامية في بلاد المغرب الأوسط، وأن دراستها تساعد على تسليط الضوء على الأنماط المعمارية والفنية لهذه الأعمال والتيارات الفنية والمعمارية التي تأثرت بها أو أثرت فيها.

ولا يعني تناولنا للعمارة الدينية المرابطية والزيانية والمرينية في المغرب الأوسط أنها لم تسبقها عمائر أخرى، فمما لاشك فيه أن المغرب الأوسط شهد في القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) قيام مدينتين في المغرب الأوسط، الأولـى هـي مدينة تاهرت التي تم إنشاؤها على يد عبد المرحمن بن رستم سنة 144هـ على مقربة من مدينة تيارت الحالية والمدينة الثانية مدينة أجادير الملاصفة لمدينة تلمسان الحالية (خريطة رقم1) التي دخلها إدريس الأول غازيا في سنة 174هـ ـ 790م وأنشأ بها مسجدا جامعا لم يبق منه حاليا إلا مئذنته التي ألحقت به في عهد بني زيان، وقد تبع إنشاء هاتين المدينتين في القسم الشرقي من المغرب الأوسط إنشاء عدة مدن نذكر منها مدينة سدراته التي أنشأها الخوارج الإباضية على مقربة من مدينة ورقلة الحالية بعد أن أرغمهم الفاطميون على الرحيل من تاهرت إلى أعماق الصحراء الجزائرية.

العمائر الدينية في المغرب الأوسط