يشهد العالم منذ سنوات توسعًا وتطورًا مذهلًا في سوق المعلوماتية والاتصالات وفي تقنيات هذا السوق، وقد أخذت تقنيات المعلوماتية والاتصالات ترتبط بالأنشطة والمجالات الاقتصادية على تنوعها، وأخذت هذه التقنيات عنصرًا مساعدًا للتقدم والتطور في تلك الأنشطة.

وربما كان قطاع المصارف من أبرز القطاعات التي تتأثر بثورة المعلوماتية والاتصالات، والتي شكلت عاملًا مساعدًا لتنمية العمل المصرفي منذ أوائل السبعينيات، وفي اتجاهات متطورة للغاية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات وحتى اليوم. وقد صاحب ذلك ظهور استخدام الشبكات وربط أجهزة الحاسب مع بعضها البعض، بحيث انطلقت بسرعة عمليات التطور والارتقاء بالعمل المصرفي، والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم، وهي تعيد بالتأكيد صياغة المفاهيم حول النظم المصرفية؛ وبالتالي تؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل كبير، بحيث نشهد ولادة اقتصاد المعلومات الشامل، هذا الاقتصاد الذي يتغذى من تغلغل استخدام وانتشار شبكات الاتصال وتوصيلها لكمٍّ هائلٍ من الحواسيب، والتي تتبع نظمًا موحدة تمكن من تبادل جميع أنواع البيانات من كلمة مكتوبة أو صوت مسموع أو صورة مرئية متحركة كانت أم ساكنة، بل إننا اليوم نشهد ولادة الجيل الأول من العمل المصرفي الافتراضي، مرتكزًا في ذلك بدرجة أساسية على ركائز إلكترونية متطورة.

وقد أصبح استخدام التكنولوجيا الحديثة عنصرًا ملازمًا للعمل المصرفي لما توفره من فعاليّة في العمل، وسرعة في الإنجاز، ووفرة في المعلومات عن العملاء والأسواق، والقدرة على تطوير المنتجات الجديدة وإيصالها إلى العملاء في أي مكان كانوا أو أي وقت أرادوا؛ وذلك نتيجة تزايد المنافسة في الصناعة المصرفية وتوسعها لتصبح منافسة على نطاق سوق عالمية مفتوحة، مما سيتطلب تركيزًا متزايدًا على سرعة التحرك لاغتنام الفرص في الأسواق المختلفة، والتطوير والتحديث المتواصل والحرص الشديد على الإنتاجية.