لقد أوكل المجتمع إلى مهنة الخدمة الاجتماعية دورًا هامًّا في خدمة الناس؛ لمساعدتهم على الأداء الاجتماعي، والمشاركة في المسئولية الاجتماعية، وسط ظروف معيشية مريحة، وبدرجة عالية من التكيف والتفاعل والكفاءة. هذا الدور الذي يوجب على الأخصائي الاجتماعي القيام بواجباته كوسيط للخدمات الإنسانية، وكمدرب على المهارات الاجتماعية والوظيفية، وكمساعد في تغيير الوظائف الاجتماعية، وكمخطط للسياسات والخدمات والبرامج المقدمة للمواطنين.

ويشعر المتابعون بأن دور الخدمة الاجتماعية يحتاج إلى تقوية، وأن موقف الأخصائيين الاجتماعيين في المجتمع العربي في مختلف أقطاره يحتاج إلى دعم، من خلال إغناء الجانب المعرفي في إعداد الأخصائيين الاجتماعيين بشكل يمكن ترجمته إلى فعل إيجابي نافع من خلال الممارسة، ومضاعفة المهارة الفنية لديهم من خلال التدريب والتجريب؛ لتصل إلى الإتقان المؤثر في شخصية الفرد وبناء المجتمع... وذلك يزيد من قدرة المهنة على القيام بدورها، ويطور من وظائف العاملين فيها؛ لخدمة أهداف التنمية وتطلعات المجتمع.

إن مفهوم «المحاسبة المهنية» يشكل المرآة التي تعكس دور المهنة وتأثيرها في المجتمع، وهو ما يدفع مهنة الخدمة الاجتماعية إلى العمل على تطوير كفاءتها بما يتماشى مع أهداف المجتمع ورغباته وطموحات أعضائه، وهي زوايا تتعرض دومًا للتغيير والتجديد، بما يتفق مع مستجدات العصر في تطوير الحياة الإنسانية.

ولا شك أن جميع المعنيين بالعمل الاجتماعي يأملون أن تستفيد الجهود العربية في تطوير الخدمة الاجتماعية من المعلومات والأفكار التي تتدفق عبر قنوات الاتصال الحديثة، من مختلف المصادر والتجارب في سائر أنحاء العالم؛ لترسم معالم النهوض وخطوات التجديد؛ ليكون للخدمة الاجتماعية الدور الأنسب في وضع خطط التنمية العربية الشاملة وتنفيذها.