تمثل الخدمة الاجتماعية الطبية وسيلة هامة من وسائل تنمية موارد المجتمع وزيادة سلامته وصحته وأمنه ومواطنيه، وهي تؤدي إلى عودة المريض إلى المشاركة المجتمعية بكل فاعلية، كما أن لها أهدافًا وقائية كالاكتشاف المبكر للمشكلات الفردية الطبية والمجتمعية، ومواجهتها بالوعي الصحي والثقافة الصحبة لمنع انتكاس المريض مرة ثانية، والمساهمة في حملات التوعية لترشيد وتوعية وتنظيم الأسرة، وفي تهيئة وتوفير الأجواء والظروف الاجتماعية المناسبة للمرضى بعد عودتهم وشفائهم من مرضهم إلى بيئتهم الطبيعية.

وتقوم عمليات الخدمة الاجتماعية الطبية، كما في عمليات الخدمة الاجتماعية في مختلف المجالات، على أساس العلاقة المهنية التي يسعى الأخصائي الاجتماعي إلى إقامتها مع وحدة العمل أفرادًا وجماعات ومجتمعات، وهذه العلاقة مؤسسية موضوعية حيادية، يقيمها الأخصائي الاجتماعي مع المرضى المستفيدين من خدمات المؤسسة التي يعمل بها الأخصائي الاجتماعي، ويتم تدخله المهني على أساسها ليوفر لها مقومات النجاح في الخدمة حالات المرضى.

ولقد دخلت الخدمة الاجتماعية الطبية المؤسسة الطبية بمختلف أجنحتها ودخلت القطاع الصحي بتعدد أجهزته؛ لتكون الوسيط المثابر بين مصدر المرض والمصاب بالمرض، والوسيط النشط بين مصدر الخدمات ومتلقي الخدمات، وتوجه هذه المثابرة وهذا النشاط وفقًا لإطار مهني يضمن التوصل إلى تحقيق التكيف وتحسين الأداء، وهذا هو ديدن مهنة الخدمة الاجتماعية في مختلف مجالاتها وعلى تعدد طرائقها وأساليبها.