إن التغير في ذاته سمة من سمات الإنسانية، وهو ظاهرة طبيعية تخضع لها جميع مظاهر الكون، إلا أن هناك ظواهر أسرع في تغيرها وتطورها من الأخرى، وهي أوضح ما تكون في كل مناحي الحياة الاجتماعية.

ويعرف التغير الاجتماعي بأنه: كل تحول يحدث في البناء الاجتماعي والمراكز والأدوار الاجتماعية، وفي النظم والأنساق والأجهزة الاجتماعية خلال فترة معينة من الزمن.

إن التغير الاجتماعي عملية مستمرة، فإذا كانت المجتمعات قد تطورت عبر تاريخها الماضي والحاضر فإنها تستمر في التغير مستقبلًا، وإن نظريات التغير الاجتماعي قد أكدت - بصورة مختلفة - على مفهوم الزمن المستمر الذي لا ينقطع وليست له نهاية محددة؛ ومن ثم فإن الحياة الاجتماعية تنبئ دائمًا عن متغيرات جديدة وتتوالى فيها الأحداث على اختلاف أنواعها وتتفجر فيها ثورات تكنولوجية واقتصادية وسياسية، وتتفجر فيها أيضًا صراعات مختلفة؛ ولذلك فإن الحياة الاجتماعية تستمر دائمة التدفق والتغير.

ويتناول هذا الكتاب التعريف بما يجري في المجتمعات من تغييرات في نظمها، ودراسة هذا التغيير والأسباب المؤدية إليه، سواء كانت من داخل النظام أو بفعل عوامل خارجية، ودراسة الاتجاهات التي يسير فيها التغير الاجتماعي لأفراد وجماعات المجتمع أو في قيمهم ومفاهيمهم وأنماط السلوك السائدة بينهم، وكذلك يقوم بتزويد الطالب بما هو بحاجة إليه من معارف بشأن ما قد يسود المجتمعات المختلفة في أشكال التماسك أو الاضطراب... إلخ.