إن التجديد التربوي تغيير إيجابي للفكر أو النظام أو الممارسة أو غير ذلك من تعديلات تجديدية، إضافة إلى أنه يتضمن وضع بنى وهياكل جديدة، وإلغاء للسلوك القديم، وإثراء للسلوك الحالي، وصولًا إلى إحداث التقدم في مؤسسات المجتمع، كما أن التغيير التربوي المحمل بالقيم الإيجابية المرغوبة هو أيضًا تجديد للفكر والنظام والممارسة أو غير ذلك من تعديلات تجديدية؛ وهكذا يكون التجديد التربوي تغييرًا إيجابيًّا مطلوبًا، ويكون التغيير التربوي تجديدًا تربويًّا مرغوبًا، أي أنهما وجهان لعملة واحدة هي: البحث عن الأمثل في ضوء معطيات الواقع الراهن سعيًا لإحداث المواءمة والتوافق بين مسيرة النظام التربوي وأهدافه من جهة، وحركة النظام المجتمعي الساعي نحو تحقيق الأهداف التربوية والطموحات المستقبلية من جهة أخرى، خاصة لأن التجديد التربوي لا يمكن تقديره من الناحية القيمية إلا في ضوء أهداف النظام التعليمي ومعايير الثقافة المجتمعية.

وتتعدد مظاهر التجديد التربوي؛ فمن ناحية نجده تحديثًا للمقررات بما يتضمن إدخال موضوعات جديدة معاصرة واستبعاد موضوعات أصبحت مهمشة أو آيلة للسقوط، ومن ناحية أخرى هناك تجديدات تتركز على الإدارة الذاتية للمدرسة كمنطلق محوري سيحدث تطويرًا في معادلة الثوابت والمتغيرات في النشاط التربوي، على أن القاسم المشترك في كل التجديدات التربوية هو استخدام التكنولوجيا وتفعيلها باعتبارها مكونًا أساسيًّا لعمليات التجديد.

إن الإصلاح التربوي الشامل يكون – في معظم الأحيان – خيارًا سياسيًّا يتضمن تغييرات جوهرية في الاستراتيجية التربوية التي تترجم توجهات السياسة التربوية العامة في المجتمع، كما أن القرارات المتعلقة بهذا الإصلاح تصبح من مسئوليات السلطات الحكومية أو الهيئات التشريعية في المجتمع الذي يشهد عملية التغيير المقصود.