إن الفهم الواعي المتعمق للاتصال التربوي من شأنه أن يسهم إسهامًا عظيمًا في تطوير العملية التربوية بمختلف جوانبها، وتسهيل عملية التواصل بين مختلف أطرافها، ويؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة. ولأن نسبة كبيرة من مشكلات عدم التوافق والانسجام سببها الإخفاق في مد جسور التواصل بين الإفراد والمجموعات والشعوب، فإن للكتابة عن موضوع الاتصال عامة، والاتصال التربوي خاصة، أهمية كبيرة في عالم اليوم.

كما أن الاتصال التربوي ليس نشاطًا محصورًا داخل حدود تخصص معين، يمكن لدائرة صغيرة أو قسم متواضع الإمكانات داخل المؤسسة أن ينهض بأعبائه، كما هو الحال في العديد من المؤسسات التربوية في الوطن العربي وعموم البلدان النامية. إنه وعي بالآليات والأدوات التي يجب توظيفها لتفعيل الحياة الداخلية للمؤسسة التربوية، ومحيطها الواسع الذي يضم جل المجتمع خارجها.

إن العمل الاتصالي الذي يذهب بعيدًا عن السياقات العلمية، والذي كثيرًا ما نصطدم به في مؤسساتنا التربوية، لا يعكس عمق المنهج العلمي الذي تستند إليه هذه المؤسسات في ممارساتها الاتصالية؛ ذلك أنه يقتصر على أنشطة محدودة ذات طبيعة دعائية أو إخبارية بحتة، هدفها في الغالب توضيح مواقف المسئولين عن إدارة المؤسسة التربوية، وعرض إنجازاتهم، ودعم ما يتخذونه من إجراءات.