تعود نشأة الإدارة العامة ككيان تنظيمي هادف إلى نشوء الحضارات الإنسانية وظهور المجتمع المدني. ويرى بعض الباحثين أن بوادر دراسة حقل الإدارة العامة تعود في جذورها إلى العصور الوسطى في بروسيا.

ولقد شُبهت الإدارة العامة بالحياة في مستنقع بسبب الغموض الذي يكتنفها، فالحكومة تتدخل في معظم الأعمال التي يقوم بها الناس؛ لأنها المصدر الأساسي للخدمات الذي يُبقي المجتمع متماسكًا والحَكَم النهائي الذي يضمن أن نشاط شخصٍ ما لا يضر بالآخرين. وهذا ما يجعل حدودها غير واضحة المعالم مما يشكل تحديًا في وضع تعريف واضح ومحدد لما تعنيه الإدارة العامة؛ ولذلك تعددت التعريفات التي تبحث في هذا المفهوم بتعدد الباحثين والزوايا التي ينظرون منها.

إن الإدارة العامة هي إحدى حقول الإدارة بشكل عام تختص بتنظيم الموارد المتاحة وتوجيهها لتحقيق السياسة العامة، وهي بأجهزتها المتمثلة بالوزارات والإدارات المركزية والمؤسسات العامة تتولى تحقيق أهداف الدولة في شتى مجالات الحياة التي تهم المواطنين بكفاءة وفاعلية.

والتغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الواسعة التي شهدها العالم في أواخر القرن العشرين شكلت ضغوطًا متزايدة على المنظمات العامة لتحسين جودة منتجاتها من السلع والخدمات وتقليص كلفتها، فكان لزامًا على المنظمات لمواجهة تلك التحديات البحث عن أساليب إدارية حديثة تمكنها من البقاء والاستمرارية وزيادة قدرتها على تحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية.