
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
أطفالنا هم أمل الأمة ومستقبلها، وبقدر ما كان نموهم وترعرعهم وتربيتهم سليمة بقدر ما كان مستقبل الأمة مشرقًا ومشرفًا، فيجب علينا أن نربيهم ونثقفهم ونجعلهم مبدعين؛ ليحققوا ذواتهم ويجعلوا أحلامنا المتعلقة بهم حقيقة واقعية لا خيالًا.
فسلوكنا مع أطفالنا وطريقة معاملتهم هما اللذان يحددان مستقبلهم، فكلما كان سلوكنا مع الطفل صحيحًا نشأ الطفل سليمًا من غير عُقَد نفسية، يثق في نفسه وفي قدراته ويثق فيمن حوله، وكان إيجابيًّا في تعامله مع مجتمعه.
إنَّ المجتمع الإسلامي الأول قام بالعملية التربوية أَحسن قيام، مستعينًا في ذلك بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من مبادئ تربوية سامية وشاملة؛ من هنا ظهر جيل إسلامي فريد، سطّر له التاريخ أعمالًا امتدّ أثرها وعمّ أرجاء الدنيا.
والتربية عمومًا لم تعد عملية عشوائية، متروكة للرغبات والعادات، بل أصبحت علمًا له أصوله وفصوله، وقواعده وأُسسه، التي يقوم عليها ويستند إليها؛ ومن ثَمَّ كان من الأهمية بمكان أن يكون المربي على علم واطلاع على تلك القواعد والأصول التي تقوم عليها عملية التربية.
وإذا تقرر هذا، حُقَّ لنا أن نقول: إن على الوالدين الحريصين على تنشئة أبنائهما تنشئة سليمة وسديدة، أن يضعوا خُطَّة عملية، تراعي ظروف المربِّي وإمكانية المربَّى، وإن شئت قل: إن على الوالدين أن يكونا صاحبي مشروع تربوي هادف، وصاحبي هدف تربوي واضح، وصاحبي رؤية تربوية واقعية.
فجميع الأطفال يولدون ولديهم قدرات متساوية، لكننا نحن الذين نمسخ تلك القدرات بأساليبنا التربوية الخاطئة، سواء أكان ذلك في البيت أم في المدرسة؛ وقد أكدت الدراسات العلمية في هذا المجال أن الأطفال الذين يتلقون الدعم والتشجيع من آبائهم يكونون أكثر سعادة ونجاحًا في رحلة الحياة.
على أن من الأمور التي يجب الاهتمام بها، أن يتخلى المربي عن أسلوب التلقين في التربية، بل عليه أن ينصرف إلى تنمية القدرات الإبداعية وتطويرها لدى الطفل، وعلى المربي كذلك أن يضع في حسابه أن نظرية الطفل المبدع بالفطرة قد انتهت، وأصبحت في ذمة التاريخ، ذلك الطفل الذي يولد مزوَّدًا بالموهبة، وقد أثبت العلم أن الإبداع أصبح علمًا يمكن تكوينه وتطويره، وقرر كذلك أن تطوير أي قدرات خاصة مرهون بالجهد الذي يُبذل في هذا الاتجاه أو ذاك.