نحن نعيش في عصر يتزايد فيه دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في صياغة الحاضر وتشكيل المستقبل، وأصبحت هذه التكنولوجيا متطلبًا أساسيًّا في شتى مجالات الحياة؛ لذا لا بد أن تشهد الأوساط التربوية - محليًّا وعربيًّا وعالميًّا - اهتمامًا متزايدًا بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات نحو تطوير الواقع التربوي ورفع مستوى مخرجات التعليم، ويتفق معظم أهل التربية على أنه إذا زُوّد المعلم بوسيلة تعليمية مناسبة لأهداف الدرس ومحتواه، فإنه بالتأكيد سيحقق نتائج إيجابية أكثر مما يتوقع.

ففي غرفة الصف، ينبغي التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كمصدر للمعرفة، ووسيلة تعليمية، وفرصة للاستمتاع وزيادة دافعية المتعلمين نحو التعلم، وأداة تسهم بفاعلية في تحقيق أهداف التعليم، وإذا لم تساند تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المعلم داخل الغرفة الصفية وفي متابعة تعلم الطلبة؛ فإنه لن يكون قادرًا على المبادرة في تطوير الأساليب والأنشطة التي يمكن أن يستخدم فيها هذه التكنولوجيا لتحقيق الأهداف التعليمية في سبيل تنمية قدرات الطالب وتزويده بالمهارات اللازمة للحياة في القرن الحادي والعشرين.

لقد قدمت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إمكانات ووسائل وأدوات تلعب اليوم دورًا كبيرًا في تطوير أساليب التعلم والتعليم في الوقت الحاضر، والتي من شأنها أن توفر المناخ التربوي الفعال الذي يساعد على إثارة اهتمام الطلاب وتحفيزهم ومواجهة ما بينهم من فروق فردية بأسلوب فعال.

هذا، وقد شاع مؤخرًا مفهوم التعلم المدمج كأفضل تصميم مرشح لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، ويقصد به التعلم الذي تتكامل فيه أساليب التعلم الإلكتروني من جهة وأساليب التعلم التقليدي الذي يجمع الطالب والمعلم وجهًا لوجه من جهة أخرى.