تلعب المنظمات المتوسطة والصغيرة دورًا رائدًا في الاقتصاد المعاصر، سواء كان ذلك في الدول الصناعية المتقدمة أو في الدول النامية. ويتجسد دور هذه الأعمال في العديد من المؤشرات، سواء كانت على مستوى التوظيف والمساهمة في حل مشاكل البطالة، أو في سد حاجات السوق وتلبية رغبات الزبائن في مجالات لا تدخلها الشركات الكبيرة، كذلك تعتبر المنظمات المتوسطة والصغيرة الحجم مصدرًا مهمًّا للإبداع التكنولوجي والريادة في الأعمال وتطوير الحياة.

وفي عصر الاقتصاد المعرفي، والذي يتسم بالمنافسة الشديدة وسريعة التغيير وعمقه، أصبح من الضرورات المهمة لمديري المنظمات المتوسطة والصغيرة أن يعرفوا طبيعة ومحتوى المهام الإدارية والاستراتيجية التي يؤدونها في إطار هذه المنظمات. وإن المنطلق الأساسي للنجاح هو هذا التفرد والخصوصية والتميز في أداء هذه المهام بطرق لا يستطيع المنافسون مجاراتها. إن الانطلاقة الصحيحة للقيام بهذا الدور الحيوي تتطلب معرفة الخصائص المميزة لهذا النوع من المنظمات، وبالتالي اشتقاق الآليات والأساليب المناسبة لجعل هذه الخصائص والخواص مفردات حيوية في استراتيجية هذه المنظمات.

إن منظمات الأعمال المتوسطة والصغيرة ذات أهمية كبيرة في الاقتصادات المعاصرة وعلى صعيد مختلف البلدان النامية منها وكذلك الصناعية، وقد يبدو أن الشركات والمنظمات العملاقة والمتعددة الجنسيات هي المسيطرة على الأسواق، حيث الاهتمام الكبير بها من قبل المتخصصين في الاقتصاد والعلوم الإدارية والسياسيين ووسائل الإعلام والحكومات.