
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
لما كانت اللغة مفتاح الفكر وبوابة العقول وأن الولوج إليها يعتمد مفهوم التأصيل تبعًا لتنوع الثقافة، فلهذا كان المنهج الذي تُعرض من خلاله بحاجة إلى إعادة نظر باستمرار لمواكبة التطورات الفكرية والمكتشفات الحضارية، وما جاءت به تكنولوجيا المعلومات والتي تنادي بضرورة معالجة اللغة العربية آليًا بوساطة الحاسوب. ومهما تنوعت طرائق التدريس إلا أنها في الأصل تعمد إلى الفكر وتخاطبه فيشغل الإنسان فكره وعقله فينظر إلى الماضي بمنظار الحداثة فيكون بذلك قد زأوج بين الإثنتين فتستكمل لديه الوسيلة وتزدهر ويصل إلى الهدف الذي من أجله وضعت. فالتطور في كل شيء غاية يريدها كل إنسان ينظر إلى الماضي بمنظار المتفائل ويتنأول الحاضر بمنظار المتيقن فيأخذ من ذلك إلى هذا فيخرجه بثوب جديد قشيب، وهذا ما حصل في كثير من طرائق التدريس حيث أن كثيراً من بذور هذه الاتجاهات الحديثة كانت قائمة، فالتعلم التعأوني والتعلم في المجموعات الصغيرة هو ما كان يتعامل به أجدادنا في حلقات المساجد والكتاتيب التي كان يديرها شيوخها في وقت من أوقات ازدهار المعرفة في بداية العصر الإسلامي وما تلاه من العصر الأموي والعصر العباسي الأول والثاني وما بعدهما وهكذا نجد أن الإطلالة على نشأة التربية وتطورها مطلب أساس لابد منه لفهم ما نجده في تربية اليوم من أشكال تقليدية تنسب إلى الماضي وما نجده منها أيضاً من رؤى جديدة ومحأولات وليدة، تريد الخروج عن تلك الأشكال التقليدية. وكثيراً ما تلتقي وهي الثائرة المجددة مع تلك الأفكار والأنماط التربوية القديمة.