إن أهمية الإحاطة بالتفسير اللغوي لمصطلحات الاقتصاد الإسلامي تعزز من الفهم المتعمق للدلالات الاقتصادية التي تتضمنها تلك المصطلحات، فالمعروف أن عملية استيعاب اللغة تعد وسيلة أساسية لفهم جذور الألفاظ وأصولها الحقيقية، وينسجم ذلك مع المنهجية العامة التي يسلكها الفقهاء في شروحاتهم الفقهية، والتي تقوم على بيان المصطلح اللغوي ابتداء، وقد استنبطوا في هذا المجال قاعدة: «الحكم على الشيء فرع عن تصوره».فالوصول إلى الدلالات الاقتصادية في ألفاظ اللغة العربية من شأنه أن يوفر قاعدة بحثية ومعلوماتية يمكن الانطلاق منها لمعرفة وبناء أفكار ومفاهيم جديدة في مجال الاقتصاد الإسلامي. وفي هذا الجانب تتولد ثقافة لغوية جديدة لدى المهتمين والدارسين للاقتصاد الإسلامي، مما لا يستغنى عنه في إعادة بناء وتكوين الشخصية الإسلامية في نطاق البحث والدراسة على أسس ثقافية ومعرفية أكثر عمقًا وشمولًا.إن الكتابة حول علاقة اللغة بالاقتصاد الإسلامي هو بذاته مؤشر على أهمية الانعطاف في مسار البحث والدراسات الاقتصادية الإسلامية نحو موضوعات جديدة ومبتكرة تهدف إلى معالجة الاختلالات والقصور في زوايا عديدة من أبحاث الاقتصاد الإسلامي.كما أن هناك أهمية واضحة يتميز بها معجم لسان العرب عن سائر مصادر اللغة الأخرى. وقد قام غير واحد من المعاصرين بدراسات مختلفة حول لسان العرب، وتضمنت الدراسات جوانب مختلفة من حقول المعرفة الإنسانية، ومنها دراسات مبتكرة وجديدة.والواقع أن هذه الدراسة حول المضامين الاقتصادية في لسان العرب جاءت وليدة معايشة طويلة للباحث مع هذا المعجم؛ لأنه واحد من أهم المراجع اللغوية المحدودة، والتي يكاد أن يكون أنفسها وأتقنها في هذا الباب.