مما لا شك فيه أن الجراحات الماسة بأجساد الإناث ، تعد من أكثر المسائل التى ثار ويثور حولها الجدل الفقهى نظراً لارتباطها بالمرأة التى جعل الشارع النظر إلى جسدها عورة إلا ما دعت إليه ضرورة شرعية ، وهناك الأعراف والتقاليد الاجتماعية التى تعطى كثيراً من الأهمية والاعتبار لوجود غشاء البكارة فى الفتاة وتجعله دليلاً على عفتها ، وتعد تمزقه قبل الزواج عنواناً على فسادها ، كما أن انتشار الثقافات المتنوعة ، وعدم اهتمام الآباء برعاية الأبناء واختلاط الشباب بعضه ببعض أدى إلى ارتكاب كثير من المحرمات ، ومن أشدها جريمة الزنا ثم اللجوء إلى الطبيب لترقيع غشاء بكاراتهن بعد إزالته مقابل مبلغ لا يمثل عبئاً على الفئات المتوسطة من المجتمع ، وكذلك دفع بعض الشباب إلى اغتصاب بعض الفتيات لإشباع الغريزة الجنسية ، نظراً لعدم قدرتهم على الزواج المبكر ، لكثرة أعبائه المادية أو اندفاعاً وراء التقليد الأعمى للغرب فى كل ما يفعله كما أن ختان الإناث آثار ضجة ، وذلك فى أعقاب انعقاد المؤتمر الدولى للسكان بالقاهرة ، والذى كان من ضمن برامجه ندوة عن ختان الإناث ولما كان حفظ النسل من الضروريات الأساسية الخمس التى اتفقت جميع الشرائع والملل على حفظها والاعتناء بها من حيث أنه لو عدم النسل لم يكن هناك فى العادة بقاء ، لذا فقد حثت الشريعة الإسلامية على التداوى والمعالجة مما يعيق النسل ويمنعه فى إطار جواز علاج أسباب العقم فى الجملة عند الرجال والنساء ، سيما أن الطب الحديث قد أظهر بعض أسرار مرض العقم ، وأصبح علاجه وتداركه فى كثير من الحالات أمر سهل وميسور ونظراً لأهمية هذه الموضوعات ، وحاجة الناس ، والأطباء لمعرفة حكم الدين فيها ، قمنا بهذه الدراسة لمحاولة توضيح حكم الشرع منها بوضع الأسس التى يمكن الإستناد إليها فى القول بالحل أو بالحرمة ، وعلى الله تعالى قصد السبيل