لقد شن المستشرقون وتلامذتهم وأشباههم هجمة شرسة على موقف الإسلام من بعض القضايا التي اختصت بها المرأة، إذ لم يَدَعْ هؤلاء مجالًا من مجالات الحياة يتمكنون فيه من بث سمومهم إلا فعلوه بجد ودأب، وكأن في نفوسهم حقدًا ورثوه عن آبائهم وأجدادهم سدَّ عليهم كل باب من أبواب الإنصاف!وقد خطط هؤلاء المستشرقون لإثارة هذه الشبهات والافتراءات خططًا لئيمة، وأصبحت صرخاتهم وكأنها فحيح الأفاعي التي تحمل سمًّا قاتلًا أينما حلت وارتحلت... كل ذلك ليخدعوا المرأة المسلمة لتتساوى بالأوربية، وتصبح المسلمة أوربية في تفكيرها، وطرائق عيشها، وبُعْدها عن دينها، وتسيبها من جميع القيم والمثل والفضائل والمكارم والأخلاق العالية، ولا تختلف عن الأوربية إلا بالاسم فقط!وللأسف الشديد أن بعض شبابنا وبناتنا درس في الغرب، وتأثر بأساتذته المستشرقين الذين أصبحوا وأمسوا يفترون على الإسلام فيتهمونه بمثل هذه الاتهامات الباطلة. وقد صادفت هذه الاتهامات بل الافتراءات قلبًا خاليًا من عقيدة الإسلام وشريعته في نفوس هذا النشء الغض فتمكنت؛ إذ لم يطلع شبابنا على ذلك أو شيء منه في دراساتهم التي درسوها في مقتبل حياتهم!ولمّا كان العالم الغربي قد أثار شبهات ليست بالقليلة عن قسم من الأحكام الإسلامية المتعلقة بالمرأة، وبخاصة ما يتعلق بميراثها وشهادتها وتعليمها وطلاقها وحجابها وحقها في العمل وتعدد الزوجات، جهلًا منهم أو حقدًا على الإسلام، فإن هذا الكتاب قد ناقش هذه القضايا في أبحاث مختصرة، بيَّن فيها شيئًا من علة أحكام تلك التشريعات.