يناقش هذا الكتاب النظرية السوسيولوجية ويحللها كما هي مطبقة عمليًّا في الوقت الراهن، حيث ركز هذا الكتاب على أولئك المنظرين الذين كان لأعمالهم الأثر الكبير على النظرية الاجتماعية والطريقة التي يدرس بها علماء الاجتماع موضوع بحثهم ويحللونه.إن هذا الكتاب وصف الأفكار المركزية لأولئك المنظرين ومناقشاتهم، والطرق التي يقدمون من خلالها عددًا من المنظورات المميزة تمامًا حول المجتمع والسلوك الاجتماعي. وعلى الرغم من أن المؤلف قدم بعض التقييم والنقد لنظرياتهم، إلا أن غرضه يتمثل في تزويد القراء بتلخيص واضح لطروحات النظرية السوسيولوجية الحديثة، وليس الانخراط في نقد مفصل لكل منظور أو أن يناصر منظورًا معينًا.وحتى يعطي المؤلف القُرَّاء فكرة واضحة قدر الإمكان عن أسلوب المنظرين الخاص بهم وطريقة تقديمهم للمعلومات، قام بتضمين الكتاب عددًا من الاقتباسات المباشرة. كما حاول أن يُظهر بشكل خاص كيف تشكل النظريات البحث الإمبريقي للعلماء الاجتماعيين وتعطيه بعدًا جوهريًّا، وأن يظهر بوضوح الارتباطات الوثيقة بين النظرية السوسيولوجية والطرق التي نتعامل من خلالها ونحاول جميعًا، علماء اجتماع وغير علماء اجتماع، أن نفهم عالمنا.ولقد بذل المؤلف كل جهد لتجنب الرطانة غير الضرورية والتعبير عن الأفكار ببساطة ووضوح قدر الإمكان، ومع ذلك فإن الكثير من موضوعات الكتاب معقدة تمامًا بشكل يتعذر تجنبه؛ ولهذا حاول المؤلف اتباع قول ألبرت أينشتاين المأثور: «ينبغي القيام بكل شيء ببساطة قدر الإمكان، ولكن ليس بأبسط مما ينبغي القيام به».وفي الوقت ذاته، ليس شرطًا أن يكون قارئ الكتاب طالبًا في علم الاجتماع أصلًا؛ لأن المؤلف تصور أن جمهوره يشمل أي شخص مهتم بالمساهمات التي يمكن أن تقدمها العلوم الاجتماعية لفهم عالمنا الاجتماعي.