لا يمكن أن يشك أحدٌ اليوم بأهمية القضايا البيئية للأرض؛ وذلك نتيجة لخطورة الوضع، ووصوله إلى درجة خطيرة أصبحنا نشعر بها جميعا، مثل: الثقب الذي حدث في طبقة الأوزون، والتلوث بأنواعهالمتعددة وأسبابه المتنوعة ومصادره المختلفة، من مائي وهوائي وغذائي وضوضائي من جهة، واندثار الغابات والزحف الصحراوي من جهة أخرى، كما أنه توجد مشكلات عديدة تهدد المدن الصناعية وخاصة الكبرىمنها، مثل مشكلة "الأمطار الحمضية" التي يصفها علماء البيئة بأنها كارثة تسير ببطء وتدمر النباتات وتفسد الأنهار والبحيرات وما تحتويه من خيرات، كما تسبب تآكل المنشآت الحجرية والمعدنية، بالإضافةإلى الأنواع الأخرى للملوثات الكيميائية التي أدت إلى تلوث البيئة (الماء والهواء والغذاء والتربة) وأثرت سلبا على صحة الإنسان.ولذلك، فإنني حين أقدم هذا الكتاب فإني أرى أنه إضافة جديدة للمكتبة العربية لثراء وتعدد المادة العلمية به، فضلاً عن تعريف القارئ بأهم وأخطر الملوثات البيئية، وهي الملوثات الكيميائية ، وقد راعيت أن يكون هذا الكتاب حاويا على أهم أنواع الملوثات الكيميائية وأشدها خطرا، مع عرض المادة العلميةبأسلوب علمي مُيسر، في صورة عناصر مسلسلة ؛ حتى يسهل للقارئ فهم الكتاب وإدراك فحواه؛ لأنه كما هو معهود في كتب الكيمياء - أسلوبها جاف في عرض المادة العلمية.