لم يعد التعليم اليوم مجرد أداة بسيطة لنقل المعلومات إلى الآخرين، ولا مجرد نظام يتم بموجبه تأهيل أفراد ليحصلوا على شهادات ومعلومات تمكنهم من شغل مناصب وممارسة أدوار معينة داخل المجتمع، وليس كذلك مجرد عمل يقوم به نظام تعليمي يحتوي على إدارات وأساتذة وطلبة ومناهج ومعارف وكتب ووسائل ومناخ تعليمي مناسب من أجل تخريج مهنيين أو مهندسين أو أطباء أو أساتذة أو غيرهم، ولكن التعليم اليوم بالإضافة إلى كل ما سبق أصبح قرين عصر المعلوماتية والعولمة؛ إذ بدونه يفقد المجتمع دوره ورسالته.ومن المؤسف أن البعض ينظر إلى التعليم على أنه مجرد معلومات، ناسين أو متناسين الدور الحقيقي للتربية والتعليم، وكذلك الدور الذي يقوم به أقطاب العملية التعليمية (المعلم، مدير المدرسة، المشرف التربوي)؛ ومن هنا واجهت هذه الأقطاب بعض المشكلات التي من شأنها العمل على إيجاد خلل في النظام العام للعملية التربوية، لا سيما ودور المعلم تنفيذي، ودور مدير المدرسة إداري توجيهي، ودور المشرف إرشادي علاجي.فإنه لا يكون من تكرار القول، وإنما الاستمرار في التأكيد وديمومة المحاولة لحل المشكلات التي يواجهها المعلم والمدير والمشرف، والنهوض بشخصية المتعلم معرفيًّا وانفعاليًّا ونفسحركيًّا نحو النمو، أن يقوم صاحب الكتاب بالسعي لتحقيق الغرض من هذا الكتاب، وهو: تسليط الأضواء على المشكلات التي يواجهها أقطاب العملية التعليمية (معلم، مدير، مشرف) في المملكة العربية السعودية.