إن قضية العنف ضد المرأة منتشرة في الوطن العربي بغض النظر عن أشكال هذا العنف وأساليبه، فقد يكون شكل هذا العنف لفظيًّا (شتمًا) أو بدنيًّا (ضربًا) أو اعتداءً جنسيًّا على الأطفال الإناث سواء كانوا في الأسرة أو خارجها.وقد ربطت الدراسات العربية المتوفرة حول مشكلة العنف ضد المرأة بين العنف ضد المرأة بشكل عام والعنف ضد الزوجة بشكل خاص، وبيَّنت أن العديد من هذه المتغيرات والأسباب في المجتمع العربي لا تختلف كثيرًا عن أسباب العنف في المجتمعات الأخرى.ولقد حث ديننا الإسلامي الحنيف على احترام المرأة، وفرض لها من الحقوق ما يحفظ كرامتها الإنسانية من أي اعتداء أو تعدٍّ منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، وهو بذلك سبق كل المنظمات والدساتير والتشريعات الوضعية.وتعتبر ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية، تعاني منها المرأة في كل مكان وأينما وجدت وإن اختلفت أشكالها، فالعنف ضد المرأة لا يعرف حدودًا جغرافية أو حضارية ولا يقتصر على مجتمعات معينة، وإنما ينتشر في مختلف الطبقات الاجتماعية وفي المستويات التعليمية والاجتماعية والمهنية المتنوعة والمتعددة.