الذكاء هبة من الله يمنحها لعباده بنسب متفاوتة كالرزق والجمال وغيرهما من الصفات.وكثير من الناس يمتلكون قدرات بشرية هائلة وطاقات كامنة، لكن المشكلة أن غالبيتهم لا يستغلون ذكاءهم وقدراتهم الذهنية التي أعطاهم الله إياها.وعلى الرغم من الحيز الكبير الذي لاقاه الاهتمام بذكاء الإنسان وطاقاته البشرية التي وهبه الله إياها، وعلى الرغم من ظهور العديد من النظريات والبرامج التي تسعى لتوسيع نطاق الإمكانات البشرية، على الرغم من كل هذه الجهود يبقى ما استطاع الإنسان الوصول إليه في هذا المجال محدود جدًّا، وما يزال العلم يطالعنا بين الفينة والأخرى بنظريات جديدة تنطلق بنا لآفاق واسعة وتضعنا بين جوانب كنا نجهلها عن قدرات هذا الكائن البشري العجيب.إن أعجب العجب أن تبقى لدى الإنسان طاقات جبارة وإمكانات متميزة وقدرات هائلة مستقرة في أعماقه دون أن يدرك أهمية توظيفها وإخراجها إلى حيز الواقع.بل العجب كل العجب أن نفسح المجال لذلك المعلم الذي يستمتع بالوقوف أمام طلابه وقبل الشروع في عملية ضخ كم المعلومات المطلوب منه ضمن المنهج المدرسي، لا يطمئن قلبه قبل أن يصل لحد اليقين في أن الطلاب الماثلين أمامه قطع متجمدة لا يمكنها أن تصدر صوتًا ولا تؤتي حراكًا.إننا بحاجة ماسة لمثل نظرية الذكاء المتعدد التي تجعل المرء يعيش في فضاء رحب يضج بالمشاعر والانفعالات والحركة والمنطق والتعابير والإيقاع والألوان والصور والتعايش مع الآخرين.ولعلنا لسنا بحاجة لانتظار من يكتشف ما لدينا من طاقات وإمكانيات، بل علينا الغوص في أعماقنا لاستخراج مكنوناتها، والتعرف على طرق تعزيزها وتنميتها، والوصول إلى مفاتيح نجاحنا، والانطلاق إلى القمة دون تردد أو تخاذل.