تعد فكرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في المملكة العربية السعودية فكرة حضارية عالمية بكل المقايييس، اذ أنها ساهمت في ابراز جوانب حضارية ثرية لمجتمع الجزيرة العربية والذي يشكل المجتمع السعودي النسبة الكبرى فيه من حيث مساحة الأرض وعدد السكان. وقد اتضح من خلال هذا البحث وجود علاقة وثيقة لازالت قائمة بين الماضي والحاضر في مكونات المجتمع السعودي الاجتماعية والثقافية، تجلى هذا الأمر في وجود الكثير من المفردات الحضارية التي لم تندثر رغم تبدل الأحوال وتراكض السنين، تلك المفردات التي عملت على تأكيد هوية وخصوصية الفرد السعودي، والتي تمثلت في جوانب عدة تخص معيشته وحياته العامة، حيث تجلت في طريقة مأكله وملبسه وفي عاداته الدينية والاجتماعية. وقد جاءت الجنادرية لتؤكد هذا الأمر، فمن خلال استقراء عام لمضامين ومكونات مهرجانها التاريخي، واستقراء مماثل للواقع الحضاري الحديث يمكن ملاحظة التقارب أو التماثل الشديد مابين الماضي والحاضر الذي يعتبر امتدادا طبيعيا له، عدا عن بعض الاختلافات الحتمية التى نتجت عن التطور التقني والفكري العام الذي واكب التطور الأممي في كل ميادين الحياة. فالمواطن السعودي لازال يمارس عادات اجداده في مأكله ومشربه وملبسه وملعبه، ولازال يقتفي أثر سالفيه في البحث عن فرص الحياة الأفضل في عالم صاخب بالتغيير.